وصرح السيد بالمخالفة وبينها بكون نزول آية سورة التوبة بتبوك سنة تسع من الهجرة، ونزول آية الفتح سنة ست منها.
وأيضا استدلاله بآية الفتح على إمامة أبي بكر بمحض الاحتمال مع دلالة روايتي قتادة ومجاهد على كون الداعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا وجه له.
ويؤيد كون قوم أولي بأس شديد هوازن وثقيف، ما رواه السيد مع رواية قتادة، أنه روى ابن المسيب، عن أبي ورقا، عن الضحاك في قوله تعالى * (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد) * (1) الآية أنهم ثقيف. وروى هيثم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال: هم هوازن يوم حنين (2). وبما ذكرته ظهر ضعف كلام البيضاوي من غير حاجة إلى البيان.
وبعضهم ذكر من فضائل أبي بكر دلالة آية سورة الأحقاف على غاية جلالته المنافية لغصب الخلافة، وهي قوله تعالى * (والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين أولئك الذين حق عليهم القول) * (3) لأن الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر، فهذه الآية كما تدل على إصراره في الكفر في ذلك الزمان، كذلك تدل على كمال أبويه في الإيمان.
وفيه أن هذه الآية كما لا تدل على استمرار كفر الابن، مع دلالة قوله تعالى * (أولئك الذين حق عليهم القول) * على كونه من أصحاب النار، لجواز التخصيص بكونه من أصحاب النار، فكذلك لا تدل على استمرار إيمان الأب.
وكثير من المفسرين أنكروا نزولها في شأن عبد الرحمن، ونقلوا عن عائشة