ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ذريته المعصومين.
وبعد ما ذكرته بطلان توهم كون مقتضى الآية هو الإمامة في وقت ما، فلا ينافي مقتضاها تقدم الثلاثة عليه (عليه السلام)، أوضح من أن يحتاج إلى البيان.
حديث الغدير:
ومنها: حديث الغدير المتواتر، بيانه: أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع الناس بعد رجوعه من حجة الوداع في غدير خم، وجمع الرحال وصعد عليها، فقال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم نعم، فقال بعد إشارته إلى علي (عليه السلام): فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، حتى قال عمر بن الخطاب: بخ بخ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (1).
الدليل على كون هذا الخبر من رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنه مع شهرة نقل العامة هذا الخبر لم يجسر أحد من قدمائهم إنكار هذا الخبر لا تصريحا ولا تلويحا، فلما رأوا دلالة الخبر على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) واستدلال أهل الحق به عليها، ارتكبوا تأويلات واهية لا اتجاه لها أصلا، ولو كان لهم سبيل إلى منعه لكان أهون وأسهل، فيجب لو لم يكن صدوره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) معلوما عندهم منعه أولا، ثم تعرض ما يتعلق بالدلالة، وعدم تعرض أحد منهم المنع مع كون عادتهم وقانون المناظرة تقديم المنع، يدل على عدم قبول المنع عندهم، ولعل كثرة الكتب المشتملة على أسناد هذا الخبر في زمانهم وخوفهم من الفضيحة منعاهم عن جرأة المنع.
قال السيد المرتضى (رحمه الله): أما الدلالة على صحة الخبر، فما يطالب بها إلا متعنت لظهوره وانتشاره، وحصول العلم لكل من سمع الإخبار به، وما المطالب بتصحيح