الاحتمالات المذكورة.
وأيضا على ما ذكروه لم يكن لقول عمر على ما تظاهرت به الروايات " أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " معنى.
اعلم أن بعض ما ذكر من الاستدلال بخبر الغدير استدلال به مع المقدمة وبعضه عام، ويمكن الاستدلال به من غير حاجة إلى المقدمة بقوله (صلى الله عليه وآله) " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله " بأن نقل الشيعة متواتر في كونه مدعيا للإمامة في أول الأمر في مواضع يمكن اظهاره، وكونه متواترا لا ينافي عدم ظهوره للمنكرين لاعتقادهم بضد ذلك، باعتبار عدم التخلية في المستدلين والتبعية لهم في المقلدين، والاعتقاد بالضد مانع لظهور الحق وإن كان متواترا، ولهذا لم يظهر معجزة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لليهود والنصارى وسائر المنكرين.
وكما يدل النقل على دعوى الإمامة، كذلك سيرته (عليه السلام) في الامتناع عن البيعة على قدر الإمكان أولا، وإظهاره كونه مظلوما في بعض المواضع آخرا، كما يظهر لك عند بلوغ النوبة إليه إن شاء الله تعالى، وإذا كان مدعيا للأمر، ووجب موالاته ونصرته، ويستحق المعاداة والخذلان من عاداه وخذله، فالأمر حق له، فذكر المقدمة ليس لحاجة المطلوب إليها بل للأظهرية، بل لك استنباط المطلوب من قوله (صلى الله عليه وآله) " واخذل من خذله " من غير حاجة إلى الكلام السابق مطلقا.
حديث المنزلة:
ومنها: حديث المنزلة، هذا الخبر مما استدل به الشيعة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وتكلم في الدلالة من أنكر، ولم يتكلم في السند، وصرح جمع بتواتره والظاهر معهم، ولو سلم عدم التواتر لا يخفى كونه من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بقرينة نقل العامة والخاصة، وعدم إنكار منكري إمامته (عليه السلام)، مع غاية اهتمامهم في إنكار ما