خطبة الزهراء (عليها السلام):
ويؤيد نهاية الظلم والعدوان على أهل البيت (عليهم السلام) وغصب الخلافة، ما ذكره السيد ونقله من خطبة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد ما ذكر القاضي في دفع الشيعة في منع إرث فاطمة (عليها السلام) ما حاصله: أن فاطمة (عليها السلام) لما سمعت ذلك - يعني، الرواية المنقولة عن أبي بكر - كفت عن الطلب، فأصابت أولا وأصابت آخرا، بقوله (رحمه الله): فلعمري أنها كفت عن الطلب الذي هو المنازعة والمشاحة، لكنها انصرفت مغضبة متظلمة متألمة، والأمر في غضبها وسخطها أظهر من أن يخفى على منصف.
فقد روى أكثر الرواة الذين لا يتهمون بتشيع ولا عصبية فيه من كلامها (عليها السلام) في تلك الحال وبعد انصرافها عن مقام المنازعة والمطالبة ما يدل على ما ذكرناه من سخطها وغضبها.
ونحن نذكر ما يستدل به على صحة قولنا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن ناصح النحوي، قال: حدثنا الزيادي، قال: حدثنا شرقي بن قطامي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة، قال المرزباني:
وحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المكي، قال: حدثنا أبو العينا محمد بن القاسم اليماني، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبلت فاطمة (عليها السلام) في لمة من حفدتها إلى أبي بكر.
وفي الرواية الأولى قالت عائشة: لما سمعت فاطمة إجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى دخلت على أبي بكر، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة أجهش القوم بالبكاء، وارتج المجلس، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج