سفينة النجاة - السرابي التنكابني - الصفحة ١٤١
استحقاق منقبة ما بهذا لا يدل على بقاء استحقاقها دائما.
وبعضهم ذكر أن الأتقى في قوله تعالى * (وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله) * (1) هو أبو بكر، والأتقى لا يفعل أمرا يوجب دخول النار، فلم يكن في أمر الخلافة غاصبا.
وفيه أنه نقل أن الأتقى في الآية هو أبو الدحداح، حيث اشترى نخلة شخص لأجل جاره، وقد عرض النبي (صلى الله عليه وآله) على صاحب النخلة نخلة في الجنة فأبى، فسمع أبو الدحداح فاشتراها ببستان له ووهبها للجار، فجعل له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بستانا عوضها في الجنة.
وفي المواقف وشرحه في الاستدلال على كون الآية في شأن أبي بكر: أنه يمنع قوله تعالى * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * كون نزولها في شأن علي (عليه السلام) لأن عنده نعمة التربية، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) ربى عليا وهي نعمة تجزى، والإجماع على أن هذا الأتقى هو أحدهما لا غير.
أقول: لم ينحصر نعمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التربية (2)، بل توفيق الإسلام وفضيلة

(١) الليل: ١٧ - ١٨.
(٢) فإن قلت: النعم التي وصلت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من التبليغ وما يتبعه إلى المؤمنين لا تجزى، بدليل قوله تعالى * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * فالنعم المشتركة والمختصة التي ذكرتها ليست داخلة في النعم التي تحتاج إلى الجزاء، لكن نعمة التربية لا تعلق لها بالنبوة والرسالة، فهي نعمة تجزي، فاختصاص أمير المؤمنين (عليه السلام) بنعمة التربية مانع عن كون نزول آية * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * في شأنه (عليه السلام).
قلت: تمسكك بآية * (قل لا أسألكم) * يدل على سؤال رسول الله (صلى الله عليه وآله) جزاء نعمة التربية، وهذا لا وجه له، لأن كما أمته لا يطلبون الأجر والجزاء من أمثال تلك النعمة، فكيف يليق نسبة طلب الجزاء إليه (صلى الله عليه وآله)؟
فإن قلت: لا أقول بسؤال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأجر على التربية، لكن أقول عدم سؤال الأجر عليها لا يستلزم عدم كونها مما يجزى، فلا يلزمني القول بسلب صفة كمال اتصف بها كمل الأمة هي عدم سؤال الأجر عن مثل التربية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تستبعده، بل أقول إن نعمة التربية نعمة تجزى، أي يستحق بها الجزاء، وآية * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * تسلب أن يكون لأحد على من نزلت في شأنه نعمة تجزى، أي يستحق بها الجزاء، فلا يكون نزولها في شأنه (عليه السلام).
قلت: وأن أيضا لا أقول بسؤال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأجر على التبليغ مثلا، لكن أقول عدم سؤال الأجر عليه لا يستلزم عدم كونه مما يجزى، فإن لم تقل بالتخصيص الذي ذكرته في الأصل لا يتحقق في واحد من المؤمنين ما يصدق في شأنه ظاهر قوله تعالى * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * على أن ما نقل في موضعه من سبب نزول الآية يدل على عدم سؤال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأجر المالي عليه، وظاهر أن أحدا له أدنى تميز لا يقول بسؤال رسول الله (صلى الله عليه وآله) المال التربية حتى تكون مانعا عن نزولها في شأن أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) " منه ".
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 3
2 موضوع الكتاب 4
3 الإمامة في نظر الشيعة، الإمامة في نظر السنة 5
4 هذه حجتنا 6
5 وتلك حجتهم، دعوة مخلصة 13
6 حول الكتاب 14
7 ترجمة المؤلف، اسمه ونسبه، الاطراء عليه 17
8 كراماته 18
9 تآليفه القيمة 20
10 مشايخه ومن روى عنهم، تلامذته ومن يروي عنه 22
11 ولادته ووفاته 23
12 في طريق التحقيق 24
13 مقدمة المؤلف 27
14 اثبات الصانع 28
15 علمه وقدرته وعدله وتوحيده تعالى 33
16 علمه تعالى عين ذاته 35
17 وجوده تعالى عين قدرته 36
18 الموجود مشترك معنوي بين الواجب والممكن 38
19 مختصر في نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله) 43
20 مباحث الإمامة 45
21 الإمامة من أصول العقائد 53
22 فيما استدل به على حجية الاجماع 58
23 في قول المبتدع بما لا يتضمن كفرا 60
24 فيما إذا قال واحد أو جماعة بقول وسكت الباقون 61
25 تحقيق الاتفاق في الأمر الذي يتعلق به غرض القادر على البطش 63
26 بعض ما جرى في سقيفة بني ساعدة 63
27 ما يتعلق بامامة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام) 70
28 آية المودة 70
29 حديث الغدير 76
30 آية الإكمال 83
31 حديث المنزلة 90
32 حديث وهو ولي كل مؤمن بعدي 97
33 حديث الثقلين 99
34 حديث السفينة 107
35 فيما يتعلق بامامة أبي بكر 109
36 الدليل الثاني من دليلي الطائفة الأولى على امامة أبي بكر 133
37 فيما يتعلق بامامة عمر 153
38 فيما يتعلق بامامة عثمان بن عفان 156
39 في مطاعن الثلاثة 161
40 خطبة الزهراء (عليها السلام) 171
41 بيعة أبي بكر كانت فلتة 185
42 كشف بيت فاطمة (عليها السلام) 191
43 التخلف عن جيش أسامة 196
44 حديث الإقالة 202
45 عدم العدالة في تقسيم الخمس 203
46 عدم العلم بمعنى الكلالة 204
47 نسبة الهجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 205
48 منع المتعتين 209
49 انكار موت الرسول (صلى الله عليه وآله) 215
50 الأمر برجم الحاملة 219
51 الأمر برجم المجنونة 221
52 المنع من المغالاة في المهر 223
53 شناعة وقباحة 226
54 ضربه رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) 228
55 عدم العلم بخلافته 233
56 الاعتراض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) 235
57 رأيه في الطلاق 237
58 شناعة آرائه وعقائده 237
59 ابداع التراويح 240
60 ضربه عمار ونفيه أبا ذر 244
61 ضرب ابن مسعود واحراق مصحفه 257
62 جهله بأحكام الشريعة 267
63 رده الحكم بن أبي العاص 269
64 تحقيق حول حديث العشرة المبشرة 271
65 تحقيق الروايات الواردة في مدح الخلفاء 276
66 شكاية علي (عليه السلام) ممن تقدمه 306
67 وصية العباس 320
68 كتاب علي (عليه السلام) إلى معاوية 326
69 كلامه (عليه السلام) في نهج البلاغة 330
70 ما ورد في حب علي (عليه السلام) وبغضه 331
71 الحق مع علي (عليه السلام) 341
72 فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 353
73 حديث المناشدة 361
74 كلام شارح التجريد 366
75 مبيته (عليه السلام) في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) 377
76 اثبات امامة باقي الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) 382
77 في مجمل من المعاد الجسماني 393