سفينة النجاة - السرابي التنكابني - الصفحة ١٥٥
وبالجملة وجوب إطاعة رجل في أمر الدين والدنيا بمحض تعيين رجل لا معرفة له بالاستحقاق الواقعي، ولا علم لنا بأن غرضه من التعيين بعض الأهواء والأغراض الباطلة أو اعتقاد استحقاق، لا وجه له، فلعل تعيين أبي بكر لعمر لما عاهده به، ورأى اهتمام عمر في تشييد أمره رجاء لولاية العهد، فأراد تدارك ما صنع في حقه والوفاء بعهده، ورعاية أمثال تلك الأمور، وترك رعاية الأمور الشرعية غير بعيد من أرباب الأهواء، ومن استقرأ أحوال الناس يعلم عدم استبعاد ما ذكرته، فإن بقي لك ريب في كونه منه فانتظر المطاعن.
وهل يجوز عاقل أن من كان كثير من أهل عصره أعلم منه عند كونه صحيحا، وكان عند كونه في كمال الصحة جاهلا بالأمور الواضحة، أن يصير أحد بمحض تعيينه إياه للإمامة وقت ضعف القوى والفتور في المدارك إماما وحجة على أهل الدنيا، وهذا من الأباطيل الواضحة التي ترتبت على طريقتهم في الإمامة من عدم اعتبار النص من المعصوم والعصمة.
وأيد ما ذكر من الدليل على إمامته بما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. ومع ظهور بطلانه بما ذكرته في آخر الفصل السابق، قدحوا في سنده بأنه رواية عبد الملك بن عمير، وهو ممن شيع بني أمية، وممن تولى القضاء لهم، وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت، ظنينا في نفسه وأمانته، وروي أنه كان يمر على أصحاب الحسين (عليه السلام) وهم جرحى فيجهز عليهم، فلما عوتب في ذلك قال: إنما أردت أن أريحهم.
وذكر السيد مع ضعف السند بعض التأويلات (1) ورواية النصب الدالة على تخصيصهما بالأمر بإطاعة الثقلين بعد العموم الذي ظهر من قوله " اقتدوا " وعدم

(1) الشافي 2: 308 - 311.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 3
2 موضوع الكتاب 4
3 الإمامة في نظر الشيعة، الإمامة في نظر السنة 5
4 هذه حجتنا 6
5 وتلك حجتهم، دعوة مخلصة 13
6 حول الكتاب 14
7 ترجمة المؤلف، اسمه ونسبه، الاطراء عليه 17
8 كراماته 18
9 تآليفه القيمة 20
10 مشايخه ومن روى عنهم، تلامذته ومن يروي عنه 22
11 ولادته ووفاته 23
12 في طريق التحقيق 24
13 مقدمة المؤلف 27
14 اثبات الصانع 28
15 علمه وقدرته وعدله وتوحيده تعالى 33
16 علمه تعالى عين ذاته 35
17 وجوده تعالى عين قدرته 36
18 الموجود مشترك معنوي بين الواجب والممكن 38
19 مختصر في نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله) 43
20 مباحث الإمامة 45
21 الإمامة من أصول العقائد 53
22 فيما استدل به على حجية الاجماع 58
23 في قول المبتدع بما لا يتضمن كفرا 60
24 فيما إذا قال واحد أو جماعة بقول وسكت الباقون 61
25 تحقيق الاتفاق في الأمر الذي يتعلق به غرض القادر على البطش 63
26 بعض ما جرى في سقيفة بني ساعدة 63
27 ما يتعلق بامامة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام) 70
28 آية المودة 70
29 حديث الغدير 76
30 آية الإكمال 83
31 حديث المنزلة 90
32 حديث وهو ولي كل مؤمن بعدي 97
33 حديث الثقلين 99
34 حديث السفينة 107
35 فيما يتعلق بامامة أبي بكر 109
36 الدليل الثاني من دليلي الطائفة الأولى على امامة أبي بكر 133
37 فيما يتعلق بامامة عمر 153
38 فيما يتعلق بامامة عثمان بن عفان 156
39 في مطاعن الثلاثة 161
40 خطبة الزهراء (عليها السلام) 171
41 بيعة أبي بكر كانت فلتة 185
42 كشف بيت فاطمة (عليها السلام) 191
43 التخلف عن جيش أسامة 196
44 حديث الإقالة 202
45 عدم العدالة في تقسيم الخمس 203
46 عدم العلم بمعنى الكلالة 204
47 نسبة الهجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 205
48 منع المتعتين 209
49 انكار موت الرسول (صلى الله عليه وآله) 215
50 الأمر برجم الحاملة 219
51 الأمر برجم المجنونة 221
52 المنع من المغالاة في المهر 223
53 شناعة وقباحة 226
54 ضربه رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) 228
55 عدم العلم بخلافته 233
56 الاعتراض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) 235
57 رأيه في الطلاق 237
58 شناعة آرائه وعقائده 237
59 ابداع التراويح 240
60 ضربه عمار ونفيه أبا ذر 244
61 ضرب ابن مسعود واحراق مصحفه 257
62 جهله بأحكام الشريعة 267
63 رده الحكم بن أبي العاص 269
64 تحقيق حول حديث العشرة المبشرة 271
65 تحقيق الروايات الواردة في مدح الخلفاء 276
66 شكاية علي (عليه السلام) ممن تقدمه 306
67 وصية العباس 320
68 كتاب علي (عليه السلام) إلى معاوية 326
69 كلامه (عليه السلام) في نهج البلاغة 330
70 ما ورد في حب علي (عليه السلام) وبغضه 331
71 الحق مع علي (عليه السلام) 341
72 فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 353
73 حديث المناشدة 361
74 كلام شارح التجريد 366
75 مبيته (عليه السلام) في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) 377
76 اثبات امامة باقي الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) 382
77 في مجمل من المعاد الجسماني 393