وهذه نادرة تدلنا على مدى ما للمظاهر من تأثير في النفوس، وهي حادثة جرت للشيخ في دمشق الشام مع الشيخ البوريني الصفوري (1) يحكيها لنا المحبي (2) وخلاصتها:
أن الشيخ البهائي لما ورد دمشق نزل عند بعض التجار الكبار في محلة الخراب، واجتمع مع صاحب الروضات في مزارات تبريز الحافظ حسين الكربلائي القزويني التبريزي (3).
ثم إن الشيخ طلب من مضيفه الاجتماع بالشيخ البوريني، فأعد التاجر دعوة تأنق فيها، ودعا غالب أهل الفضل من محلته ومنهم البوريني.
دخل البوريني المجلس، والبهائي بهيئة السياح متصدرا له، والجمع محدق به بأدب.
عجب البوريني من ذلك، لعدم معرفته وسماعه بقدوم الشيخ، فلم يعبأ به، ونحاه عن مجلسه، وجلس فيه غير ملتفت إليه، شارعا في بث معارفه إلى أن حانت صلاة العشاء.