طباعها من تنعيم، ومزاجها من تسنيم، وإن نسيمها من جنان الومضوت، وإن رحيقها لمن دنان الملكوت.
فاستقبلتها القوى الروحية، وبرزت إليها القوى العقلية، ومدت لها قطنة سوامع الشعر أعناقها من كوى الحواس، وروازن المدارك وشبابيك المشاعر، وكادت حمامة النفس الناطقة تطير من وكرها شغفا وهزازا، وتستطار إلى عالمها شوقا واهتزازا، فلعمري لقد ترويت ولكني لفرط ظمئي ما ارتويت.
شربت الحب كأسا بعد كأس * فما رويت وقد نفد الشراب فلا زالت مراحمكم الجبلية مدركة للتائقين بأضواء الألطاف الخفية والجلية.
ثم إن صورة مراتب الشوق والإخلاص، التي هي ما وراء ما يتناهى بما لا يتناهى، أظنها لهي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الأقدس الأنور، الذي هو لاستجرار الوجوه كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مسطرة.
وإنكم لأنتم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير المقدس المستنير عند صوالح الدعوات السانحات في مئنة الاستجابة ومظنة الإجابة، بسط الله ظلالكم وخلد مخدمكم وخلانكم.
والسلام على جنابكم الأرفع الأبهى، وعلى من يلوذ ببابكم الألمع الأسمى، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسطع الأسنى، ورحمة الله وبركاته أبدا سرمدا.
مخلصكم الملتاع محمد باقر الداماد الحسيني وحكايات ما وقع بينهما من المصافاة والمصادقة كثيرة، وهكذا يسعد الزمان وأهله بأمثال هؤلاء العلماء وهؤلاء الملوك.