لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٦
المحاورات كثيرا، وقد جاءت في غير موضع من الحديث، وأصلها إن وما ولا، فأدغمت النون في الميم، وما زائدة في اللفظ لا حكم لها، وقد أمالت العرب لا إمالة خفيفة، والعوام يشبعون إمالتها فتصير ألفها ياء، وهي خطأ، ومعناها إن لم تفعل هذا فليكن هذا، وأما إن المكسورة فهو حرف الجزاء، يوقع الثاني من أجل وقوع الأول كقولك: إن تأتني آتك، وإن جئتني أكرمتك، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى: إن الكافرون إلا في غرور، وربما جمع بينهما للتأكيد كما قال الأغلب العجلي:
ما إن رأينا ملكا أغارا أكثر منه قرة وقارا قال ابن بري: إن هنا زائدة وليست نفيا كما ذكر، قال: وقد تكون في جواب القسم، تقول: والله إن فعلت أي ما فعلت، قال: وأن قد تكون بمعنى أي كقوله تعالى: وانطلق الملأ منهم أن امشوا، قال: وأن قد تكون للما كقوله تعالى: فلما أن جاء البشير، وقد تكون زائدة كقوله تعالى: وما لهم أن لا يعذبهم الله، يريد وما لهم لا يعذبهم الله، قال ابن بري: قول الجوهري إنها تكون صلة للما وقد تكون زائدة، قال: هذا كلام مكرر لأن الصلة هي الزائدة، ولو كانت زائدة في الآية لم تنصب الفعل، قال: وقد تكون زائدة مع ما كقولك: ما إن يقوم زيد، وقد تكون مخففة من المشددة فهذه لا بد من أن يدخل اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد كقوله تعالى: إن كل نفس لما عليها حافظ، وإن زيد لأخوك، لئلا يلتبس بأن التي بمعنى ما للنفي. قال ابن بري: اللام هنا دخلت فرقا بين النفي والإيجاب، وإن هذه لا يكون لها اسم ولا خبر، فقوله دخلت اللام في خبرها لا معنى له، وقد تدخل هذه اللام مع المفعول في نحو إن ضربت لزيدا، ومع الفاعل في قولك إن قام لزيد، وحكى ابن جني عن قطرب أن طيئا تقول: هن فعلت فعلت، يريدون إن، فيبدلون، وتكون زائدة مع النافية. وحكى ثعلب: أعطه إن شاء أي إذا شاء، ولا تعطه إن شاء، معناه إذا شاء فلا تعطه. وأن تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن في معنى أن، قال سيبويه: وقولهم أما أنت منطلقا انطلقت معك إنما هي أن ضمت إليها ما، وهي ما للتوكيد، ولزمت كراهية أن يجحفوا بها لتكون عوضا من ذهاب الفعل، كما كانت الهاء والألف عوضا في الزنادقة واليماني من الياء، فأما قول الشاعر:
تعرضت لي بمكان حل، تعرض المهرة في الطول، تعرضا لم تأل عن قتلا لي فإنه أراد لم تأل أن قتلا أي أن قتلتني، فأبدل العين مكان الهمزة، وهذه عنعنة تميم، وهي مذكورة في موضعها، ويجوز أن يكون أراد الحكاية كأنه حكى النصب الذي كان معتادا في قولها في بابه أي كانت قول قتلا قتلا أي أنا أقتله قتلا، ثم حكى ما كانت تلفظ به، وقوله:
إني زعيم يا نوي‍ - قة، إن نجوت من الرزاح، أن تهبطين بلاد قو م يرتعون من الطلاح.
قال ثعلب: قال الفراء هذه أن الدائرة يليها الماضي
(٣٦)
مفاتيح البحث: الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564