لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٥
كنا فاعلين، أي ما كنا فاعلين، قال: وتجئ إن في موضع لقد، ضرب قوله تعالى: إن كان وعد ربنا لمفعولا، المعنى:
لقد كان من غير شك من القوم، ومثله: وإن كادوا ليفتنونك، وإن كادوا ليستفزونك، وتجئ إن بمعنى إذ، ضرب قوله: اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، المعنى إذ كنتم ممنين، وكذلك قوله تعالى: فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله، معناه إذ كنتم، قال: وأن بفتح الألف وتخفيف النون قد تكون في موضع إذ أيضا، وإن بخفض الألف تكون موضع إذا، من ذلك قوله عز وجل: لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا، من خفضها جعلها في موضع إذا، ومن فتحها جعلها في موضع إذ على الواجب، ومنه قوله تعالى: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، من خفضها جعلها في موضع إذا، ومن نصبها ففي إذ. ابن الأعرابي في قوله تعالى: فذكر إن نفعت الذكرى، قال: إن في معنى قد، وقال أبو العباس: العرب تقول إن قام زيد بمعنى قد قام زيد، قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولونه فظننته شرطا، فسألتهم فقالوا: نريد قد قام زيد ولا نريد ما قام زيد. وقال الفراء: إن الخفيفة أم الجزاء، والعرب تجازي بحروف الاستفهام كلها وتجزم بها الفعلين الشرط والجزاء إلا الألف وهل فإنهما يرفعان ما يليهما. وسئل ثعلب: إذا قال الرجل لامرأته إن دخلت الدار إن كلمت أخاك فأنت طالق، متى تطلق؟ فقال: إذا فعلتهما جميعا، قيل له: لم؟ قال: لأنه قد جاء بشرطين، قيل له:
فإن قال لها أنت طالق إن احمر البسر؟ فقال: هذه مسألة محال لأن البسر لا بد من أن يحمر، قيل له: فإن قال أنت طالق إذا احمر البسر؟ قال: هذا شرط صحيح تطلق إذا احمر البسر، قال الأزهري: وقال الشافعي فيما أثبت لنا عنه: إن قال الرجل لامرأته أنت طالق إن لم أطلقك لم يحنث حتى يعلم أنه لا يطلقها بموته أو بموتها، قال: وهو قول الكوفيين، ولو قال إذا لم أطلقك ومتى ما لم أطلقك فأنت طالق، فسكت مدة يمكنه فيها الطلاق، طلقت، قال ابن سيده: إن بمعنى ما في النفي ويوصل بها ما زائدة، قال زهير:
ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم تخالج الأمر، إن الأمر مشترك قال ابن بري: وقد تزاد إن بعد ما الظرفية كقول المعلوط بن بذل القريعي أنشده سيبويه:
ورج الفتى للخير، ما إن رأيته على السن خيرا لا يزال يزيد وقال ابن سيده: إنما دخلت إن على ما، وإن كانت ما ههنا مصدرية، لشبهها لفظا بما النافية التي تؤكد بأن، وشبه اللفظ بينهما يصير ما المصدرية إلى أنها كأنها ما التي معناها النفي، ألا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى الأخرى لم يجز لك إلحاق إن بها؟
قال سيبويه: وقولهم افعل كذا وكذا إما لا، ألزموها ما عوضا، وهذا أحرى إذ كانوا يقولون آثرا ما، فيلزمون ما، شبهوها بما يلزم من النوتات في لأفعلن، واللام في إن كان ليفعل، وإن كان ليس مثله، وإنما هو شاذ، ويكون الشرط نحو إن فعلت فعلت. وفي حديث بيع الثمر: إما لا فلا تبايعوا حتى يبدو صلاحه، قال ابن الأثير: هذه كلمة ترد في
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564