لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣١
لساحران، قال: وقرأ أبو عمرو إن هذين لساحران، بتشديد إن ونصب هذين، قال أبو إسحق: والحجة في إن هذان لساحران، بالتشديد والرفع، أن أبا عبيدة روى عن أبي الخطاب أنه لغة لكنانة، يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: رأيت الزيدان، وروى أهل الكوفة والكسائي والفراء: أنها لغة لبني الحرث بن كعب، قال: وقال النحويون القدماء: ههنا هاء مضمرة، المعنى: إنه هذان لساحران، قال: وقال بعضهم إن في معنى نعم كما تقدم، وأنشدوا لابن قيس الرقيات:
بكرت علي عواذلي يلحينني وألومهنه ويقلن: شيب قد علا ك، وقد كبرت، فقلت: إنه.
أي إنه قد كان كما تقلن، قال أبو عبيد: وهذا اختصار من كلام العرب يكتفى منه بالضمير لأنه قد علم معناه، وقال الفراء في هذا: إنهم زادوا فيها النون في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر، كما فعلوا في الذين فقالوا الذي، في الرفع والنصب والجر، قال: فهذا جميع ما قال النحويون في الآية، قال أبو إسحق: وأجودها عندي أن إن وقعت موقع نعم، وأن اللام وقعت موقعها، وأن المعنى نعم هذان لهما ساحران، قال: والذي يلي هذا في الجودة مذهب بني كنانة وبلحرث بن كعب، فأما قراءة أبي عمرو فلا أجيزها لأنها خلاف المصحف، قال:
وأستحسن قراءة عاصم والخليل إن هذان لساحران. وقال غيره: العرب تجعل الكلام مختصرا ما بعده على إنه، والمراد إنه لكذلك، وإنه على ما تقول، قال: وأما قول الأخفش إنه بمعنى نعم فإنما يراد تأويله ليس أنه موضوع في اللغة لذلك، قال: وهذه الهاء أدخلت للسكوت. وفي حديث فضالة بن شريك: أنه لقي ابن الزبير فقال: إن ناقتي قد نقب خفها فاحملني، فقال: ارقعها بجلد واخصفها بهلب وسر بها البردين، فقال فضالة: إنما أتيتك مستحملا لا مستوصفا، لا حمل الله ناقة حملتني إليك فقال ابن الزبير: إن وراكبها أي نعم مع راكبها. وفي حديث لقيط ابن عامر: ويقول ربك عز وجل وإنه أي وإنه كذلك، أو إنه على ما تقول، وقيل: إن بمعنى نعم والهاء للوقف، فأما قوله عز وجل: إنا كل شئ خلقناه بقدر، وإنا نحن نحيي ونميت، ونحو ذلك فأصله إننا ولكن حذفت إحدى النونين من إن تخفيفا، وينبغي أن تكون الثانية منهما لأنها طرف، وهي أضعف، ومن العرب من يبدل همزتها هاء مع اللام كما أبدلوها في هرقت، فتقول:
لهنك لرجل صدق، قال سيبويه: وليس كل العرب تتكلم بها، قال الشاعر: ألا يا سنا برق على قنن الحمى، لهنك من برق علي كريم وحكى ابن الأعرابي: هنك وواهنك، وذلك على البدل أيضا. التهذيب في إنما: قال النحويون أصلها ما منعت إن من العمل، ومعنى إنما إثبات لما يذكر بعدها ونفي لما سواه كقوله:
وإنما يدافع عن أحسابهم أنا ومثلي المعنى: ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا أو من هو مثلي، وأن:
كإن في التأكيد، إلا أنها تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها هاء، ولذلك قال سيبويه: وليس أن كإن، إن كالفعل، وأن
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564