لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٤
قال ابن جني: سألت أبا علي، رحمه الله تعالى، لم رفع تقرآن؟
فقال: أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآن، قال أبو علي: وأولى أن المخففة من الثقيلة الفعل بلا عوض ضرورة، قال: وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون، قال: وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى في تفسير أن تقرآن، قال: شبه أن بما فلم يعملها في صلتها، وهذا مذهب البغداديين، قال: وفي هذا بعد، وذلك أن أن لا تقع إذا وصلت حالا أبدا، إنما هي للمضي أو الاستقبال نحو سرني أن قام، ويسرني أن تقوم، ولا تقول سرني أن يقوم، وهو في حال قيام، وما إذا وصلت بالفعل وكانت مصدرا فهي للحال أبدا نحو قولك: ما تقوم حسن أي قيامك الذي أنت عليه حسن، فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى، ووقوع كل واحدة منهما موقع صاحبتها، ومن العرب من ينصب بها مخففة، وتكون أن في موضع أجل. غيره:
وأن المفتوحة قد تكون بمعنى لعل، وحكى سيبويه: إئت السوق أنك تشتري لنا سويقا أي لعلك، وعليه وجه قوله تعالى: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون، إذ لو كانت مفتوحة عنها لكان ذلك عذرا لهم، قال الفارسي: فسألت عنها أبا بكر أوان القراءة فقال: هو كقول الإنسان إن فلانا يقرأ فلا يفهم، فتقول أنت: وما يدريك أنه لا يفهم قوله إن فلانا يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم هكذا في الأصل المعول عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين). وفي قراءة أبي:
لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، قال ابن بري: وقال حطائط بن يعفر، ويقال هو لدريد:
أريني جوادا مات هزلا، لأنني أرى ما ترين، أو بخيلا مخلدا وقال الجوهري: أنشده أبو زيد لحاتم قال: وهو الصحيح، قال: وقد وجدته في شعر معن بن أوس المزني، وقال عدي بن زيد:
أعاذل، ما يدريك أن منيتي إلى ساعة في اليوم، أو في ضحى الغد؟
أي لعل منيتي، ويروى بيت جرير:
هل أنتم عائجون بنا لأنا نرى العرصات، أو أثر الخيام قال: ويدلك على صحة ما ذكرت في أن في بيت عدي قوله سبحانه: وما يدريك لعله يزكى، وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا. وقال ابن سيده: وتبدل من همزة أن مفتوحة عينا فتقول: علمت عنك منطلق.
وقوله في الحديث: قال المهاجرون يا رسول الله، إن الأنصار قد فضلونا، إنهم آوونا وفعلوا بنا وفعلوا، فقال: تعرفون ذلك لهم؟ قالوا:
نعم، قال: فإن ذلك، قال ابن الأثير: هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إن اعترافكم بصنيعهم مكافأة منكم لهم، ومنه حديثه الآخر: من أزلت إليه نعمة فليكافئ بها، فإن لم يجد فليظهر ثناء حسنا، فإن ذلك، ومنه الحديث: أنه قال لابن عمر في سياق كلام وصفه به: إن عبد الله، إن عبد الله، قال: وهذا وأمثاله من إختصاراتهم البليغة وكلامهم الفصيح. وأنى: كلمة معناها كيف وأين. التهذيب: وأما إن الخفيفة فإن المنذري روى عن ابن الزيدي عن أبي زيد أنه قال: إن تقع في موضع من القرآن موضع ما، ضرب قوله: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته، معناه: ما من أهل الكتاب، ومثله: لاتخذناه من لدنا إن
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564