لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٧
والدائم فتبطل عنهما، فلما وليها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم، وتكون زائدة مع لما التي بمعنى حين، وتكون بمعنى أي نحو قوله: وانطلق الملأ منهم أن امشوا، قال بعضهم: لا يجوز الوقوف عليها لأنها تأتي ليعبر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل، فالكلام شديد الحاجة إلى ما بعدها ليفسر به ما قبلها، فبحسب ذلك امتنع الوقوف عليها، ورأيت في بعض نسخ المحكم وأن نصف اسم تمامه تفعل، وحكى ثعلب أيضا:
أعطه إلا أن يشاء أي لا تعطه إذا شاء، ولا تعطه إلا أن يشاء، معناه إذا شاء فأعطه. وفي حديث ركوب الهدي: قال له اركبها، قال: إنها بدنة، فكرر عليه القول فقال: اركبها وإن أي وإن كانت بدنة. التهذيب: للعرب في أنا لغات، وأجودها أنك إذا وقفت عليها قلت أنا بوزن عنا، وإذا مضيت عليها قلت أن فعلت ذلك، بوزن عن فعلت، تحرك النون في الوصل، وهي ساكنة من مثله في الأسماء غير المتمكنة مثل من وكم إذا تحرك ما قبلها، ومن العرب من يقول أنا فعلت ذلك فيثبت الألف في الوصل ولا ينون، ومنهم من يسكن النون، وهي قليلة، فيقول: أن قلت ذلك، وقضاعة تمد الألف الأولى آن قلته، قال عدي:
يا ليت شعري آن ذو عجة، متى أرى شربا حوالي أصيص؟
وقال العديل فيمن يثبت الألف:
أنا عدل الطعان لمن بغاني، أنا العدل المبين، فاعرفوني وأنا لا تثنيه له من لفظه إلا بنحن، ويصلح نحن في التثنية والجمع، فإن قيل: لم ثنوا أن فقالوا أنتما ولم يثنوا أنا؟ فقيل:
لما لم تجز أنا وأنا لرجل آخر لم يثنوا، وأما أنت فثنوه بأنتما لأنك تجيز أن تقول لرجل أنت وأنت لآخر معه، فلذلك ثني، وأما إني فتثنيته إنا، وكان في الأصل إننا فكثرت النونات فحذفت إحداها، وقيل إنا، وقوله عز وجل: إنا أو إياكم (الآية) المعنى إننا أو إنكم، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنا على النون والألف كما تقول إني وإياك، معناه إني وإنك، فافهمه، وقال:
إنا اقتسمنا خطتينا بعدكم، فحملت برة واحتملت فجار إنا تثنية إني في البيت. قال الجوهري: وأما قولهم أنا فهو اسم مكني، وهو للمتكلم وحده، وإنما يبنى على الفتح فرقا بينه وبين أن التي هي حرف ناصب للفعل، والألف الأخيرة إنما هي لبيان الحركة في الوقف، فإن وسطت سقطت إلا في لغة رديئة كما قال:
أنا سيف العشيرة، فاعرفوني جميعا، قد تذريت السناما واعلم أنه قد يوصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه، تقول: أنت، وتكسر للمؤنث، وأنتم وأنتن، وقد تدخل عليه كاف التشبيه فتقول: أنت كأنا وأنا كأنت، حكي ذلك عن العرب، وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر، وإنما تتصل بالمظهر، تقول:
أنت كزيد، ولا تقول: أنت كي، إلا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر، فلذلك حسن وفارق المتصل. قال ابن سيده: وأن اسم المتكلم، فإذا وقفت ألحقت
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564