لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٧٢
كأي من رجل قد رأيت، تريد به التكثير فتخفض النكرة بعدها بمن، وإدخال من بعد كأي أكثر من النصب بها وأجود، قال ذو الرمة:
وكائن ذعرنا من مهاة ورامح بلاد العدى ليست له ببلاد قال ابن بري بعد انقضاء كلام الجوهري: ظاهر كلامه أن كائن عنده بمنزلة بائع وسائر ونحو ذلك مما وزنه فاعل، وذلك غلط، وإنما الأصل فيها كأي، الكاف للتشبيه دخلت على أي، ثم قدمت الياء المشددة ثم خففت فصارت كيئ، ثم أبدلت الياء ألفا فقالوا كاء كما قالوا في طئ طاء. وفي التنزيل العزيز: وكأين من نبي، قال الأزهري: أخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال كأي بمعنى كم، وكم بمعنى الكثرة، وتعمل عمل رب في معنى القلة، قال: وفي كأي ثلاث لغات: كأي بوزن كعين الأصل أي أدخلت عليها كاف التشبيه، وكائن بوزن كاعن، واللغة الثالثة كاين بوزن ماين، لا همز فيه، وأنشد:
كاين رأبت وهايا صدع أعظمه، وربه عطبا أنقذت م العطب يريد من العطب. وقوله: وكأين بوزن فاعل من كئت أكي أي جبنت. قال: ومن قال كأي لم يمدها ولم يحرك همزتها التي هي أول أي، فكأنها لغة، وكلها بمعنى كم. وقال الزجاج: في كائن لغتان جيدتان يقرأ كأي، بتشديد الياء، ويقرأ كائن على وزن فاعل، قال: وأكثر ما جاء في الشعر على هذه اللغة، وقرأ ابن كثير وكائن بوزن كاعن، وقرأ سائر القراء وكأين، الهمزة بين الكاف والياء، قال: وأصل كائن كأي مثل كعي، فقدمت الياء على الهمزة ثم خففت فصارت بوزن كيع، ثم قلبت الياء ألفا، وفيها لغات أشهرها كأي، بالتشديد، والله أعلم.
فصل اللام * لبن: اللبن: معروف اسم جنس. الليث: اللبن خلاص الجسد ومستخلصه من بين الفرث والدم، وهو كالعرق يجري في العروق، والجمع ألبان، والطائفة القليلة لبنة. وفي الحديث: أن خديجة، رضوان الله عليها، بكت فقال لها النبي، صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ فقالت:
درت لبنة القاسم فذكرته، وفي رواية: لبينة القاسم، فقال لها:
أما ترضين أن تكفله سارة في الجنة؟ قالت: لوددت أني علمت ذلك، فغضب النبي، صلى الله عليه وسلم، ومد إصبعه فقال: إن شئت دعوت الله أن يريك ذاك، فقالت: بلى أصدق الله ورسوله، اللبنة: الطائفة من اللبن، واللبينة تصغيرها. وفي الحديث: إن لبن الفحل يحرم، يريد بالفحل الرجل تكون له امرأة ولدت منه ولدا ولها لبن، فكل من أرضعته من الأطفال بهذا فهو محرم على الزوج وإخوته وأولاده منها ومن غيرها، لأن اللبن للزوج حيث هو سببه، قال: وهذا مذهب الجماعة، وقال ابن المسيب والنخعي: لا يحرم، ومنه حديث ابن عباس وسئل عن رجل له امرأتان أرضعت إحداهما غلاما والأخرى جارية: أيحل للغلام أن يتزوج بالجارية؟ قال: لا، اللقاح واحد.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، واستأذن عليها أبو القعيس أن تأذن له فقال: أنا عمك أرضعتك امرأة أخي، فأبت عليه حتى ذكرته لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هو عمك فليلج عليك. وفي الحديث: أن رجلا قتل آخر فقال خذ
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564