لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٢
كالاسم، ولا تدخل اللام مع المفتوحة، فأما قراءة سعيد بن جبير: إلا أنهم ليأكلون الطعام، بالفتح، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله:
لهنك في الدنيا لباقية العمر الجوهري: إن وأن حرفان ينصبان الأسماء ويرفعان الأخبار، فالمكسورة منهما يؤكد بها الخبر، والمفتوحة وما بعدها في تأويل المصدر، وقد يخففان، فإذا خففتا فإن شئت أعملت وإن شئت لم تعمل، وقد تزاد على أن كاف التشبيه، تقول: كأنه شمس، وقد تخفف أيضا فلا تعمل شيئا، قال:
كأن وريداه رشاءا خلب ويروى: كأن وريديه، وقال آخر:
ووجه مشرق النحر، كأن ثدياه حقان ويروى ثدييه، على الإعمال، وكذلك إذا حذفتها، فإن شئت نصبت، وإن شئت رفعت، قال طرفة:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى، وأن أشهد اللذات، هل أنت مخلدي؟
يروى بالنصب على الإعمال، والرفع أجود. قال الله تعالى: قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون، قال النحويون: كأن أصلها أن أدخل عليها كاف التشبيه، وهي حرف تشبيه، والعرب تنصب به الاسم وترفع خبره، وقال الكسائي: قد تكون كأن بمعنى الجحد كقولك كأنك أميرنا فتأمرنا، معناه لست أميرنا، قال: وكأن أخرى بمعنى التمني كقولك كأنك بي قد قلت الشعر فأجيده، معناه ليتني قد قلت الشعر فأجيده، ولذلك نصب فأجيده، وقيل: تجئ كأن بمعنى العلم والظن كقولك كأن الله يفعل ما يشاء، وكأنك خارج، وقال أبو سعيد: سمعت العرب تنشد هذا البيت:
ويوم توافينا بوجه مقسم، كأن ظبية تعطوا إلى ناضر السلم وكأن ظبية وكأن ظبية، فمن نصب أراد كأن ظبية فخفف وأعمل، ومن خفض أراد كظبية، ومن رفع أراد كأنها ظبية فخفف وأعمل مع إضمار الكناية، الجرار عن ابن الأعرابي أنه أنشد:
كأما يحتطبن على قتاد، ويستضحكن عن حب الغمام.
قال: يريد كأنما فقال كأما، والله أعلم. وإني وإنني بمعنى، وكذلك كأني وكأنني ولكني ولكنني لأنه كثر استعمالهم لهذه الحروف، وهم قد يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التي تلي الياء، وكذلك لعلي ولعلني لأن اللام قريبة من النون، وإن زدت على إن ما صار للتعيين كقوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء، لأنه يوجب إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه. وأن قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه، تقول: أريد أن تقوم، والمعنى أريد قيامك، فإن دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع، إلا أنها لا تعمل، تقول: أعجبني أن قمت والمعنى أعجبني قيامك الذي مضى، وأن قد تكون مخففة عن المشددة فلا تعمل، تقول: بلغني أن زيد خارج، وفي التنزيل العزيز: ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها، قال ابن بري: قوله فلا
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564