لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٠
وقعت على فعل أو حرف لا يتمكن في صفة أو تصريف فخففها، تقول: بلغني أن قد كان كذا وكذا، تخفف من أجل كان لأنها فعل، ولولا قد لم تحسن على حال من الفعل حتى تعتمد على ما أو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائبا، وبلغني أنه كان أخو بكر غنيا، قال: وكذلك بلغني أنه كان كذا وكذا، تشددها إذا اعتمدت، ومن ذلك قولك: إن رب رجل، فتخفف، فإذا اعتمدت قلت: إنه رب رجل، شددت وهي مع الصفات مشددة إن لك وإن فيها وإن بك وأشباهها، قال: وللعرب لغتان في إن المشددة: إحداهما التثقيل، والأخرى التخفيف، فأما من خفف فإنه يرفع بها إلا أن ناسا من أهل الحجاز يخففون وينصبون على توهم الثقيلة، وقرئ: وإن كلا لما ليوفينهم، خففوا ونصبوا، وأنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني فراقك، لم أبخل، وأنت صديق وأنشد القول الآخر:
لقد علم الضيف والمرملون، إذا اغبر أفق وهبت شمالا، بأنك ربيع وغيث مريع، وقدما هناك تكون الثمالا قال أبو عبيد: قال الكسائي في قوله عز وجل: وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد، كسرت إن لمكان اللام التي استقبلتها في قوله لفي، وكذلك كل ما جاءك من أن فكان قبله شئ يقع عليه فإنه منصوب، إلا ما استقبله لام فإن اللام تكسره، فإن كان قبل أن إلا فهي مكسورة على كل حال، استقبلتها اللام أو لم تستقبلها كقوله عز وجل: وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام، فهذه تكسر وإن لم تستقبلها لام، وكذلك إذا كانت جوابا ليمين كقولك: والله إنه لقائم، فإذا لم تأت باللام فهي نصب: والله أنك قائم، قال: هكذا سمعته من العرب، قال: والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللام. وقال أبو طالب النحوي فيما روى عنه المنذري: أهل البصرة غير سيبويه وذويه يقولون العرب تخفف أن الشديدة وتعملها، وأنشدوا:
ووجه مشرق النحر، كأن ثدييه حقان أراد كأن فخفف وأعمل، قال: وقال الفراء لم نسمع العرب تخفف أن وتعملها إلا مع المكني لأنه لا يتبين فيه إعراب، فأما في الظاهر فلا، ولكن إذا خففوها رفعوا، وأما من خفف وإن كلا لما ليوفينهم، فإنهم نصبوا كلا بليوفينهم كأنه قال:
وإن ليوفينهم كلا، قال: ولو رفعت كل لصلح ذلك، تقول: إن زيد لقائم. ابن سيده: إن حرف تأكيد. وقوله عز وجل: إن هذان لساحران، أخبر أبو علي أن أبا إسحق ذهب فيه إلى أن إن هنا بمعنى نعم، وهذان مرفوع بالابتداء، وأن اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة، وأن تقديره نعم هذان هما ساحران، وحكي عن أبي إسحق أنه قال:
هذا هو الذي عندي فيه، والله أعلم. قال ابن سيده: وقد بين أبو علي فساد ذلك فغنينا نحن عن إيضاحه هنا. وفي التهذيب: وأما قول الله عز وجل: إن هذان لساحران، فإن أبا إسحق النحوي استقصى ما قال فيه النحويون فحكيت كلامه. قال: قرأ المدنيون والكوفيون إلا عاصما: إن هذان لساحران، وروي عن عاصم أنه قرأ: إن هذان، بتخفيف إن، وروي عن الخليل: إن هذان
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564