لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٢١
وقد أحصنه التزوج. وحكى ابن الأعرابي: أحصن الرجل تزوج، فهو محصن، بفتح الصاد فيهما نادر. قال الأزهري: وأما قوله تعالى: فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب، فإن ابن مسعود قرأ: فإذا أحصن، وقال: إحصان الأمة إسلامها، وكان ابن عباس يقرؤها: فإذا أحصن، على ما لم يسم فاعله، ويفسره: فإذا أحصن بزوج، وكان لا يرى على الأمة حدا ما لم تزوج، وكان ابن مسعود يرى عليها نصف حد الحرة إذا أسلمت وإن لم تزوج، وبقوله يقول فقهاء الأمصار، وهو الصواب. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعبد الله بن عامر ويعقوب: فإذا أحصن، بضم الألف، وقرأ حفص عن عاصم مثله، وأما أبو بكر عن عاصم فقد فتح الألف، وقرأ حمزة والكسائي فإذا أحصن، بفتح الألف، وقال شمر: أصل الحصانة المنع، ولذلك قيل: مدينة حصينة ودرع حصينة، وأنشد يونس:
زوج حصان حصنها لم يعقم.
وقال: حصنها تحصينها نفسها. وقال الزجاج في قوله تعالى:
محصنين غير مسافحين، قال: متزوجين غير زناة، قال: والإحصان إحصان الفرج وهو إعفافه، ومنه قوله تعالى: أحصنت فرجها، أي أعفته. قال الأزهري: والأمة إذا زوجت جاز أن يقال قد أحصنت لأن تزويجها قد أحصنها، وكذلك إذا أعتقت فهي محصنة، لأن عتقها قد أعفها، وكذلك إذا أسلمت فإن إسلامها إحصان لها.
قال سيبويه: وقالوا بناء حصين وامرأة حصان، فرقوا بين البناء والمرأة حين أرادوا أن يخبروا أن البناء محرز لمن لجأ إليه، وأن المرأة محرزة لفرجها. والحصان: الفحل من الخيل، والجمع حصن. قال ابن جني: قولهم فرس حصان بين التحصن هو مشتق من الحصانة لأنه محرز لفارسه، كما قالوا في الأنثى حجر، وهو من حجر عليه أي منعه. وتحصن الفرس: صار حصانا. وقال الأزهري: تحصن إذا تكلف ذلك، وخيل العرب حصونها. قال الأزهري: وهم إلى اليوم يسمونها حصونا ذكورها وإناثها، وسئل بعض الحكام عن رجل جعل مالا له في الحصون فقال: اشتروا خيلا واحملوا عليها في سبيل الله، ذهب إلى قول الجعفي:
ولقد علمت على توقي الردى أن الحصون الخيل، لا مدر القرى.
وقيل: سمي الفرس حصانا لأنه ضن بمائه فلم ينز إلا على كريمة، ثم كثر ذلك حتى سموا كل ذكر من الخيل حصانا، والعرب تسمي السلاح كله حصنا، وجعل ساعدة الهذلي النصال أحصنة فقال:
وأحصنة ثجر الظبات كأنها، إذا لم يغيبها الجفير، جحيم.
الثجر: العراض، ويروى: وأحصنه ثجر الظبات أي أحرزه، وقول زهير:
وما أدري، وسوف إخال أدري، أقوم آل حصن أم نساء يريد حصن بن حذيفة الفزاري. والحواصن من النساء:
الحبالى، قال:
تبيل الحواصن أبوالها والمحصن (* زاد في المحكم: وأحصنت المرأة حملت وكذلك الأتان، قال رؤبة:
قد أحصنت مثل دعاميص الرفق * أجنة في مستكنات الحلق عداه لما كان معناه حملت، والمحصن القفل إلخ).: القفل. والمحصن أيضا: المكتلة
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564