لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١١٦
تشبيه حسنى بذكرى لاختلاف الحركات، فسيبويه قد عمل مثل هذا فقال: ومثل النضر الحسن إلا أن هذا مسكن الأوسط، يعني النضر، والجمع الحسنيات (* قوله والجمع الحسنيات عبارة ابن سيده بعد أن ساق جميع ما تقدم: وقيل الحسنى العاقبة والجمع إلخ فهو راجع لقوله وصدق بالحسنى). والحسن، لا يسقط منهما الألف واللام لأنها معاقبة، فأما قراءة من قرأ: وقولوا للناس حسنى، فزعم الفارسي أنه اسم المصدر، ومعنى قوله: وقولوا للناس حسنا، أي قولا ذا حسن والخطاب لليهود أي اصدقوا في صفة محمد، صلى الله عليه وسلم. وروى الأزهري عن أحمد بن يحيى أنه قال: قال بعض أصحابنا اخترنا حسنا لأنه يريد قولا حسنا، قال: والأخرى مصدر حسن يحسن حسنا، قال: ونحن نذهب إلى أن الحسن شئ من الحسن، والحسن شئ من الكل، ويجوز هذا وهذا، قال: واختار أبو حاتم حسنا، وقال الزجاج: من قرأ حسنا بالتنوين ففيه قولان أحدهما وقولوا للناس قولا ذا حسن، قال: وزعم الأخفش أنه يجوز أن يكون حسنا في معنى حسنا، قال: ومن قرأ حسنى فهو خطأ لا يجوز أن يقرأ به، وقوله تعالى: قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين، فسره ثعلب فقال: الحسنيان الموت أو الغلبة، يعني الظفر أو الشهادة، وأنثهما لأنه أراد الخصلتين، وقوله تعالى:
والذين اتبعوهم بإحسان، أي باستقامة وسلوك الطريق الذي درج السابقون عليه، وقوله تعالى: وآتيناه في الدنيا حسنة، يعني إبراهيم، صلوات الله على نبينا وعليه، آتيناه لسان صدق، وقوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات، الصلوات الخمس تكفر ما بينها. والحسنة: ضد السيئة.
وفي التنزيل العزيز: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، والجمع حسنات ولا يكسر. والمحاسن في الأعمال: ضد المساوي. وقوله تعالى: إنا نراك من المحسنين، الذين يحسنون التأويل.
ويقال: إنه كان ينصر الضعيف ويعين المظلوم ويعود المريض، فذلك إحسانه. وقوله تعالى: ويدرؤون بالحسنة السيئة، أي يدفعون بالكلام الحسن ما ورد عليهم من سئ غيرهم. وقال أبو إسحق في قوله عز وجل: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن، قال: يكون تماما على المحسن، المعنى تماما من الله على المحسنين، ويكون تماما على الذي أحسن على الذي أحسنه موسى من طاعة الله واتباع أمره، وقال:
يجعل الذي في معنى ما يريد تماما على ما أحسن موسى. وقوله تعالى: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، قيل: هو أن يأخذ من ماله ما ستر عورته وسد جوعته. وقوله عز وجل: ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن، فسره ثعلب فقال: هو الذي يتبع الرسول. وقوله عز وجل: أحسن كل شئ خلقه، أحسن يعني حسن، يقول حسن خلق كل شئ، نصب خلقه على البدل، ومن قرأ خلقه فهو فعل.
وقوله تعالى: ولله الأسماء الحسنى، تأنيث الأحسن.
يقال: الاسم الأحسن والأسماء الحسنى، ولو قيل في غير القرآن الحسن لجاز، ومثله قوله تعالى: لنريك من آياتنا الكبرى، لأن الجماعة مؤنثة. وقوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حسنا، أي يفعل بهما ما يحسن حسنا. وقوله تعالى: اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم، أي اتبعوا القرآن، ودليله قوله: نزل أحسن الحديث، وقوله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، أي نعمة، ويقال حظوظا حسنة. وقوله تعالى: وإن تصبهم حسنة، أي نعمة، وقوله: إن تمسسكم حسنة تسؤهم، أي غنيمة وخصب،
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564