وإنما أراد حتا عند البراية أي سريع عندما يبريه من السفر، وقيل: أراد حت البري، فوضع الاسم موضع المصدر، وخالف قوم من البصريين تفسير هذا البيت، فقالوا: يعني بعيرا، فقال الأصمعي: كيف يكون ذلك، وهو يقول قبله:
كأن ملاءتي على هجف، يعن مع العشية للرئال؟
قال ابن سيده: وعندي أنه إنما هو ظليم، شبه به فرسه أو بعيره، ألا تراه قال: هجف، وهذا من صفة الظليم، وقال: ظل في شري طوال، والفرس أو البعير لا يأكلان الشري، إنما يهتبده النعام، وقوله: حت البراية، ليس هو ما ذهب إليه من قوله: إنه سريع عندما يبريه من السفر، إنما هو منحت الريش لما ينفض عنه عفاءه من الربيع، ووضع المصدر الذي هو الحت موضع الصفة الذي هو المنحت؟ والبراية: النحاتة. وزمخري السواعد:
طويلها. والحت: السريع أي هو سريع عندما براه السير. والشري:
شجر الحنظل، واحدته شرية. وقال ابن جني: الشري شجر تتخذ منه القسي، قال: وقوله ظل في شري طوال، يريد أنهن إذا كن طوالا سترته فزاد استيحاشه، ولو كن قصارا لسرح بصره، وطابت نفسه، فخفض عدوه. قال ابن بري: قال الأصمعي: شبه فرسه في عدوه وهربه بالظليم، واستدل بقوله:
كأن ملاءتي على هجف قال: وفي أصل النسخة شبه نفسه في عدوه، قال: والصواب شبه فرسه.
والحتحتة: السرعة.
والحت أيضا: الكريم العتيق.
وحته عن الشئ يحته حتا: رده. وفي الحديث: أنه قال لسعد يوم أحد: احتتهم يا سعد، فداك أبي وأمي، يعني ارددهم. قال الأزهري: إن صحت هذه اللفظة، فهي مأخوذة من حت الشئ، وهو قشره شيئا بعد شئ وحكه. والحت: القشر. والحت: حتك الورق من الغصن، والمني من الثوب ونحوه. وحت الجراد: ميته.
وجاء بتمر حت: لا يلتزق بعضه ببعض.
والحتات من أمراض الإبل: أن يأخذ البعير هلس، فيتغير لحمه وطرقه ولونه، ويتمعط شعره، عن الهجري.
والحت: قبيلة من كندة، ينسبون إلى بلد، ليس بأم ولا أب، وأما قول الفرزدق:
فإنك واجد دوني صعودا، جراثيم الأقارع والحتات فيعني به حتات بن زيد المجاشعي، وأورد هذا الليث في ترجمة قرع، وقال: الحتات بشر بن عامر بن علقمة.
وحت: زجر للطير.
قال ابن سيده: وحتى حرف من حروف الجر كإلى، ومعناه الغاية، كقولك:
سرت اليوم حتى الليل أي إلى الليل، وتدخل على الأفعال الآتية فتنصبها بإضمار أن، وتكون عاطفة، وقال الأزهري: قال النحويون حتى تجئ لوقت منتظر، وتجئ بمعنى إلى، وأجمعوا أن الإمالة فيها غير مستقيمة، وكذلك في على، ولحتى في الأسماء والأفعال أعمال مختلفة، ولم يفسرها في هذا المكان، وقال بعضهم: حتى فعلى من الحت، وهو الفراغ من الشئ،