عند من قال: إن نعله عطف على الصحيفة، أي ألقى جميع ما معه، لأنه إذا ألقى الصحيفة التي لا يمشي إلا لها 1، فقد ألقى كل شئ، ويجب أيضا دخول ما بعدها في حكم ما قبلها، فالضرب في: ضربت القوم حتى زيدا، لا محالة واقع على زيد أيضا، وأما الجارة فالأكثرون على تجويز كون ما بعدها متصلا بآخر أجزاء ما قبلها، كنمت البارحة حتى الصباح، وصمت رمضان حتى الفطر، كما يكون جزءا منه نحو: أكلت السمكة حتى رأسها، بالجر،...
والسيرافي 2، مع جماعة، أوجبوا أن يكون ما بعدها جزءا أيضا مما قبلها، كما في العاطفة، فلم يجيزوا:
نمت البارحة حتى الصباح، جرا، كما لم يجيزوا نصبه، وهو مردود بقوله تعالى: (سلام هي حتى مطلع الفجر) 3، وأما دخول الفجر 4، المجرور بحتى في حكم ما قبلها، ففيه أقوال، جزم جار الله 5، بالدخول مطلقا، سواء كان جزءا مما قبلها، أو ملاقي آخر جزء منه، حملا على العاطفة، وتبعه المصنف، وجوز ابن مالك الدخول وعدم الدخول، جزءا كان، أو ملاقي آخر جزء منه، وفصل عبد القاهر، والرماني، والأندلسي 6، وغيرهم فقالوا: الجزء داخل في حكم الكل، كما في العاطفة، والملاقي غير داخل، وقال الأندلسي: إنما ذكرت (زيدا) مع دخوله في القوم، في قولك ضربت القوم حتى زيد بالجر، لغرض التعظيم أو التحقير، ،