لغلامه مخبرا عنه بكان، ثابتا عند المتكلم، مسؤولا عنه بهل، غير ثابت عنده، وهو تناقض، وأما قولهم: علمت أزيد عندك أم لا، فقد ذكرنا أن: أزيد، ليس لاستفهام المتكلم بهذا الكلام حتى يلزم التناقض، وإن كانت الأفعال طلبية مع أخبارها، وهي، كما ذكرنا، صفة للأخبار، اكتفى بالطلب الذي فيها عن الطلب الذي في أخبارها إن كان الطلبان متساويين إذ الطلب فيها طلب في أخبارها، تقول: كن قائما، أي: قم، وهل يكون قائما، أي: هل يقوم، وقد جاء الطلب فيهما معا في الشعر، قال:
721 - وكوني بالمكارم ذكريني * ودلي دل ماجدة صناع 1 وإن اختلف الطلبان، بأن يكون أحدهما أمرا، مثلا، والآخر استفهاما، نحو:
كوني هل ضربت، اجتمع طلبان مختلفان على مصدر الخبر في حالة واحدة وهو محال، وأما إن كان خبرها مفردا متضمنا لمعنى الاستفهام، جاز 2، لأن ذلك المفرد يجب تقدمه عليها، نحو: أين كان زيد، وأيهم كان زيد، وكل كلمة استفهام تقدمت على جملة، أحدثت فيها معنى الاستفهام، فلا يبقى، إذن، في الفعل إخبار حتى يتناقض الكلام، ،