النهاية في غريب الحديث - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٣٠٥
* (محا) * [ه‍] في أسماء النبي عليه السلام " الماحي " أي الذي يمحو الكفر، ويعفى آثاره.
* (باب الميم مع الخاء) * * (مخخ) * * فيه " الدعاء مخ العبادة " مخ الشئ: خالصه. وإنما كان مخها لامرين:
أحدهما: أنه امتثال أمر الله تعالى حيث قال: " ادعوني أستجب لكم " فهو محض العبادة وخالصها.
الثاني: أنه إذا رأى نجاح الأمور من الله قطع أمله عما سواه، ودعاه لحاجته وحده. وهذا هو أصل العبادة، ولان الغرض من العبادة الثواب عليها، وهو المطلوب بالدعاء.
* وفى حديث أم معبد في رواية " فجاء يسوق أعنزا عجافا، مخاخهن قليل " المخاخ: جمع مخ، مثل حب (1) وحباب، وكم وكمام.
وإنما لم يقل " قليلة " لأنه أراد أن مخاخهن شئ قليل.
* (مخر) * (ه‍) فيه " إذا بال أحدكم فليتمخر الريح " أي ينظر أين مجراها، فلا يستقبلها لئلا ترشش عليه بوله.
والمخر في الأصل: الشق. يقال: مخرت السفينة الماء، إذا شقته بصدرها وجرت. ومخر الأرض، إذا شقها للزراعة.
(ه‍) ومنه حديث سراقة " إذا أتى أحدكم الغائط فليفعل كذا وكذا، واستمخروا الريح " أي اجعلوا ظهوركم إلى الريح عند البول، لأنه إذا ولاها ظهره أخذت عن يمينه ويساره، فكأنه قد شقها به.
* ومنه حديث الحارث بن عبد الله بن السائب " قال لنافع بن جبير: من أين؟ قال: خرجت أتمخر الريح " كأنه أراد: أستنشقها.
* ومنه الحديث " لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا " أراد أنها تدخل الشام وتخوضه، وتجوس خلاله، وتتمكن منه، فشبهه بمخر السفينة البحر.

(1) انظر حاشية ص 104 من هذا الجزء.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست