النهاية في غريب الحديث - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ١٥٨
[ه‍] ومنه حديث عمر " كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم " معناه الاغراء: أي عليكم بهذه الأشياء الثلاثة.
وكان وجهه النصب على الاغراء، ولكنه جاء شاذا مرفوعا.
وقيل: معناه: إن قيل: لا حج عليكم، فهو كذب.
وقيل: معناه: وجب عليكم الحج.
وقيل: معناه الحث والحض. يقول: إن الحج ظن بكم حرصا عليه ورغبة فيه، فكذب ظنه.
وقال الزمخشري: معنى " كذب عليكم الحج " على كلامين (1)، كأنه قال: كذب الحج، عليك الحج: أي ليرغبك الحج، هو واجب عليك، فأضمر الأول لدلالة الثاني عليه. ومن نصب الحج فقد جعل " عليك " اسم فعل، وفى كذب ضمير الحج.
وقال الأخفش: الحج مرفوع بكذب، ومعناه نصب، لأنه يريد أن يأمره بالحج، كما يقال:
أمكنك الصيد، يريد ارمه.
(ه‍) ومنه حديث عمر " شكا إليه عمرو بن معد يكرب أو غيره النقرس، فقال:
كذبتك الظهائر " أي عليك بالمشي فيها.
والظهائر: جمع ظهيرة، وهي شدة الحر.
وفى رواية " كذب عليك الظواهر "، جمع ظاهرة، وهي ما ظهر من الأرض وارتفع.
* ومنه حديثه الآخر " إن عمرو بن معد يكرب شكا إليه المعص [فقال] (2) كذب عليك العسل " يريد العسلان، وهو مشى الذئب: أي عليك بسرعة المشي.
والمعص بالعين المهملة: التواء في عصب الرجل.

(1) الذي في الفائق: " وأما كذب عليك الحج. فله وجهان: أحدهما: أن يضمن معنى فعل يتعدى بحرف الاستعلاء، أو يكون على كلامين... " الخ ما نقل ابن الأثير عنه.
(2) تكملة من ا، واللسان، والفائق 2 / 400.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست