كتاب " الصحاح " للامام اللغوي العظيم إسماعيل بن حماد الجوهري أصح معجم عربي، وهو أول معجم لغوي صحيح سار على نهج يسر اللغة وقربها وجعلها في متناول الناس جميعا، والصحاح - كما يقول محققه الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في مقدمته الرائعة التي كتبها له -: " أول معجم خطا بالتأليف المعجمي أعظم خطوة عرفها تاريخ العربية في هذا السبيل ".
وعندما نشر معالي الشيخ محمد سرور الصبان مختصر الصحاح المسمى " تهذيب الصحاح " تمنى المخلصون للغة القرآن أن لو نشر " الصحاح " نفسه، فيخرج من طبعته الأولى التي أصبحت أندر من المخطوطات إلى طبعة تكون خيرا من الأولى في التحقيق والتبويب والاخراج الطباعي الجميل.
وها هي ذي الأمنية تتحقق بفضل الله جل جلاله، فيصدر " الصحاح " محققا تحقيقا رائعا، ومطبوعا طباعة أنيقة.
أما المقدمة الرائعة العظيمة التي كتبها الأستاذ الباحث العطار، والتي أصبحت جزءا من الصحاح، فإنها تعتبر بحق دراسة مبتكرة جديدة، لم يسبق منذ ألف الصحاح أن أحدا من العلماء درسه دراسة الأستاذ المحقق،