احتجاجه مع معاوية وأصحابه [137] - 57 - قال الخوارزمي:
(وروى) يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يزيد وابن هبيرة قالوا اجتمع عند معاوية، عمرو بن العاص، وعتبة بن أبي سفيان، والوليد بن عقبة والمغيرة بن شعبة، فقالوا لمعاوية أرسل لنا إلى الحسن لنسب أباه ونصغره بذلك فقال: إني أخاف أن لا تنتصروا منه واعلموا أني أرسلت إليه أمرته أن يتكلم كما تتكلمون، فقالوا افعل فوالله لنخزينه اليوم فأرسل إليه يدعوه والحسن لا يدرى لما دعاه فلما قد تكلم معاوية فقال: إني لم أدعك ولكن هؤلاء أزعجوني حتى أرسلت إليك وهم دعوك ليخبروك إن عثمان قتل مظلوما وإن أباك قتله فاسمع منهم ثم أجبهم ولا تمنعك هيبتي أن تجيبهم بلسانك كله فقال الحسن (عليه السلام):
ألا أعلمتني حتى أجيء بعدتهم من بني عبد المطلب، وما بي أن أكون متوحشا إلى أحد، فإن الله معي اليوم وفيما قبل اليوم وفيما بعده فليتكلموا أسمع منهم.
فتكلم عمرو بن العاص فقال إنكم بني عبد المطلب لم يكن الله ليعطيكم الملك بقتلكم الخلفاء واستحلالكم ما حرم الله من الدماء... ثم تكلم عتبة بن أبي سفيان فقال: إنكم بني عبد المطلب قتلة عثمان فوالله إن لنا فيكم دم عثمان... ثم تكلم المغيرة... فتكلم الحسن بن على [(عليهما السلام)] فقال:
الحمد لله الذي هدى أولكم بأولنا وآخركم بآخرنا اسمعوا مني مقالتي وأعيروني فهمكم، وبك أبدأ يا معاوية فوالله ما هؤلاء سبوني ولكنك يا معاوية سببتني فحشاء، وخلقا سيئا، وبغيا علينا، وعداوة لمحمد (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته (عليهم السلام) قديما