المعاد الدنيا سجن المؤمن [304] - 1 - قال الإربلي:
ونقل إنه اغتسل وخرج من داره في حلة فاخرة، وبزة طاهرة ومحاسن سافرة وقسمات ظاهرة ونفحات ناشرة، ووجهه يشرق حسنا وشكله قد كمل صورة ومعنى والإقبال يلوح من أعطافه ونضرة النعيم تعرف في أطرافه، وقاضي القدر قد حكم أن السعادة من أوصافه.
ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف وسار مكتنفا من حاشيته وغاشيته بصفوف فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته به معاطس أنوف وعده وآبائه وجده في إحراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم في هدم قد انهكته العلة وارتكبته الذلة وأهلكته القلة، وجلده يستر عظامه وضعفه يقيد أقدامه، وضره قد ملك زمامه وسوء حاله قد حبب إليه حمامه وشمس الظهيرة تشوى شواه وأخمصه تصافح ثرى ممشاه وعذاب عر عريه قد عراه وطول طواه قد أضعف بطنه وطواه وهو حامل جر مملوء ماء على مطاه وحاله يعطف عليه القلوب