يا أبا محمد إني أتيتك برسالة ممن يخاف ويحذر سيفه فإن كرهت لم أبلغك إياها ووقيتك بنفسي فقال الحسن: لا بل تؤديها ونستعين عليه بالله فأداها فقال له:
تقول لمروان: إن كنت صادقا فالله يجزيك بصدقك وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة.
فخرج الرسول من عنده فلقيه الحسين [(عليه السلام)] فقال من أين أقبلت؟ فقال من عند أخيك الحسن [(عليه السلام)] فقال: وما كنت تصنع؟ قال أتيت برسالة من عند مروان فقال:
وما هي؟ فامتنع الرسول من أدائها فقال لتخبرني أو لأقتلنك فسمع الحسن [(عليه السلام)] فخرج وقال لأخيه: خل عن الرجل فقال: لا والله حتى أسمعها فأعادها الرسول عليه فقال: قل له يقول لك الحسين بن علي بن فاطمة، يا بن الزرقاء الداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز، صاحبة الراية بسوق عكاظ، ويا بن طريد رسول الله ولعينه اعرف من أنت ومن أمك ومن أبوك، فجاء الرسول إلى مروان فأعاد عليه ما قالا فقال له: ارجع إلى الحسن وقل له: أشهد أنك ابن رسول الله وقل للحسين:
أشهد أنك ابن علي بن أبي طالب فقال للرسول قل له كلاهما لي ورغما (1).
حلمه (عليه السلام) [99] - 19 - قال الخوارزمي:
قال رجل من أهل الشام قدمت المدينة بعد صفين فرأيت رجلا حضرنا فسألت عنه فقيل الحسن بن علي [(عليهما السلام)] فحسدت عليا أن يكون له ابن مثله فقلت له أنت ابن أبي طالب قال أنا ابنه فقلت له بك وبأبيك فشتمته وشتمت أباه وهو لا يرد شيئا فلما فرغت أقبل علي، قال: أظنك غريبا ولعل لك حاجة فلو استعنت بنا لأعناك