ظاهر أمره فرآهم وتغامزهم به فصلى ركعتين ثم قال:
قد رأيت تغامزكم أما والله لا تملكون يوما إلا ملكنا يومين ولا شهرا إلا ملكنا شهرين ولا سنة إلا ملكنا سنتين وأنا لنأكل في سلطانكم ونشرب ونلبس وننكح ونركب وأنتم لا تأكلون في سلطاننا ولا تشربون ولا تنكحون.
فقال له رجل: فكيف يكون ذلك يا أبا محمد وأنتم أجود الناس وأرأفهم وأرحمهم تأمنون في سلطان القوم ولا يأمنون في سلطانكم. فقال:
لأنهم عادونا بكيد الشيطان وكيد الشيطان ضعيف وعاديناهم بكيد الله و كيد الله شديد (١).
كلامه مع حبيب بن مسلمة [١٦٢] - ٨٢ - قال ابن شهر آشوب:
قال الحسن بن علي (عليهما السلام) لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة، قال: أما مسيري إلى أبيك فلا، قال: بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عزوجل: ﴿خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا﴾ (٢) ولكنك كما قال: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ (3) (4).