كتاب معاوية إليه (عليه السلام) [113] - 33 - قال الراوندي:
كتب معاوية إلى الحسن (عليه السلام): يا ابن عم، لا تقطع الرحم الذي بيني وبينك، فإن الناس قد غدروا بك وبأبيك من قبلك.
فقالوا: إن خانك الرجلان وغدرا، فإنا مناصحون لك.
فقال لهم الحسن (عليه السلام): لأعودن هذه المرة فيما بيني وبينكم وإني لأعلم أنكم غادرون، والموعد ما بيني وبينكم، إن معسكري بالنخيلة، فوافوني هناك، والله لا تفون لي بعهد، ولتنقضن الميثاق بيني وبينكم.
ثم إن الحسن (عليه السلام) أخذ طريق النخيلة، فعسكر عشرة أيام، فلم يحضره إلا أربعة آلاف، فانصرف إلى الكوفة فصعد المنبر وقال: يا عجبا من قوم لا حياء لهم ولا دين مرة بعد مرة، ولو سلمت إلى معاوية الأمر فأيم الله لا ترون فرجا أبدا مع بني أمية والله ليسومنكم سوء العذاب حتى تتمنون أن يلي عليكم حبشيا ولو وجدت أعوانا ما سلمت له الأمر، لأنه محرم على بني أمية، فأف وترحا يا عبيد الدنيا.
وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية بأنا معك، وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك ثم أغاروا على فسطاطه، وضربوه بحربة، فأخذ مجروحا.
ثم كتب جوابا لمعاوية: " إن هذا الأمر لي والخلافة لي ولأهل بيتي، وإنها لمحرمة عليك وعلى أهل بيتك، سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لو وجدت صابرين عارفين بحقي غير منكرين، ما سلمت لك ولا أعطيتك ما تريد "، وانصرف إلى الكوفة (1).