دسيسة معاوية واغتياله الحسن (عليه السلام) [١١٧] - ٣٧ - قال الصدوق:
دس معاوية إلى عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وإلى حجر بن الحارث وإلى شبث بن ربعي دسيسا أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه إنك إن قتلت الحسن ابن علي فلك مائتا ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي فبلغ الحسن (عليه السلام) فاستلآم ولبس درعا وكفرها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة فلما صار في مظلم ساباط ضربه أحدهم بخنجر مسموم فعمل فيه الخنجر فأمر (عليه السلام) أن يعدل به إلى بطن جريحي وعليها عم المختار بن أبي عبيدة [بن مسعود بن] قيلة فقال المختار لعمه:
تعال حتى نأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق فبدر [فنذر] بذلك الشيعة من قول المختار لعمه فهموا بقتل المختار فتلطف عمه لمسألة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا فقال الحسن (عليه السلام):
ويلكم والله إن معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي وإني أظن إني إن وضعت يدي في يده فأسالمه لم يتركني أدين لدين جدي (صلى الله عليه وآله) وإني أقدر أن أعبد الله عزوجل وحدي ولكني كأني أنظر إلى أبناءكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون فبعدا وسحقا لما كسبته أيديكم و ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ (1) فجعلوا يعتذرون بما لا عذر لهم فيه (2).