أهون ما يصنع الله بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق.
يا زياد، فإن وليت شيئا من أعمالهم، فأحسن إلى إخوانك، فواحدة بواحدة، والله من وراء ذلك.
يا زياد، أيما رجل منكم تولى لأحد منهم عملا ثم ساوى بينكم وبينهم فقولوا له: أنت منتحل كذاب.
يا زياد، إذا ذكرت مقدرتك على الناس، فاذكر مقدرة الله عليك غدا، ونفاد ما أتيت إليهم عنهم، وبقاء ما أتيت إليهم عليك (1).
وقد استثنى الإمام (عليه السلام) ولمصالح خاصة أحد أصحابه الكبار أن يتولى منصب الوزارة أيام هارون ومن قبلها منصب الأزمة أيام المهدي، ألا وهو علي ابن يقطين، وقد تقدم إلى الإمام (عليه السلام) مرات عديدة يطلب منه الإذن في ترك منصبه والاستقالة منه فنهاه (عليه السلام) عن ذلك.
ففي كتاب " قضاء حقوق المؤمنين " لأبي علي بن طاهر، قال: استأذن علي ابن يقطين مولاي الكاظم (عليه السلام) في ترك عمل السلطان فلم يأذن له، وقال: لا تفعل، فإن لنا بك أنسا، ولإخوانك بك عزا، وعسى أن يجبر بك كسرا، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.
يا علي، كفارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم، اضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثة، إضمن لي أن لا تلقى أحدا من أوليائنا إلا قضيت حاجته وأكرمته،