معاوية إلى قوة شوكتهم - يعني الأمويين - واستحكام عصبيتهم حتى أنهم لو خرجت الخلافة عنهم بعده يحدثون فتنة ويقع افتراق للأمة فأراد اجتماع الكلمة بجعل الامر فيهم، ثم انه نظر فيمن كان منهم أقوى شوكة فرآه ابنه يزيد لأنه كان كبيرا، وباشر امارة الجيوش في حياة أبيه وصارت له هيبة عند الامراء، وله تمكن، ونفاذ كلمة فلو جعل الامر لغيره منهم كان ذلك سببا لمنازعته لا سيما وله تمكن واقتدار على الاستيلاء على ما في بيت المال من الأموال فيقع الافتراق والاختلاف لو جعل الامر لغيره، فرأى أن جعل الامر له بهذا الاجتهاد يكون سببا للألفة، وعدم الافتراق وهذا هو السبب في جعله ولي عهده، ولم يعلم ما يبديه الله بعد ذلك.. " (1).
حفنة من التراب على أمثال هؤلاء الذين دفعتهم العصبية الآثمة إلى تبرير المنكر وتوجيه الباطل، فهل ان أمر الخلافة التي هي ظل الله في الأرض يعود إلى الأمويين حتى يرعى معاوية عواطفهم ورغباتهم وهم الذين ناهضوا نبي الاسلام، وناجزوه الحرب، وعذبوا كل من دخل في دين الاسلام فكيف يكون أمر الخلافة بأيديهم ولو كان هناك منطق ووعي ديني لكانوا في ذيل القافلة ولا يحسب لهم أي حساب.
2 - الدكتور عبد المنعم ومن المبررين لمعاوية في بيعته ليزيد الدكتور عبد المنعم ماجد قال:
" ويبدو أن معاوية قصد من وراء توريث يزيد الخلافة القضاء على افتراق كلمة الأمة الاسلامية، ووقوع الفتنة مثلما حدث بعد عثمان، ولعله أيضا أراد أن يوجد حلا للمسألة، التي تركها النبي (ص) دون حل وهي ايجاد سلطة دائمة للاسلام ومن المحقق أن معاوية لم يكن له مندوحة من أن يفعل