لسانه (1) الذي كان يطالب بالحق والعدل، وينافح عن حقوق الفقراء والمحرومين.
3 - عمرو بن الحمق الخزاعي:
ومن شهداء العقيدة: الصحابي العظيم عمرو بن الحمق الخزاعي الذي دعا له النبي (ص) أن يمتعه الله بشبابه، واستحباب الله دعاء نبيه فقد اخذ عمرو بعنق الثمانين عاما ولم تر في كريمته شعرة بيضاء (2) وتأثر عمرو بهدي أهل البيت واخذ من علومهم فكان من اعلام شيعتهم...
وفي أعقاب الفتنة الكبرى التي منيت بها الكوفة في عهد الطاغية زياد بن سمية شعر عمرو بتتبع السلطة له ففر مع زميله رفاعة بن شداد إلى الموصل، وقبل أن ينتهيا إليه كمنا في جبل ليستجما فيه، وارتابت الشرطة فبادرت إلى القاء القبض على عمرو اما رفاعة ففر ولم تستطع ان تلقي عليه القبض وجيئ بعمرو مخفورا إلى حاكم الموصل عبد الرحمن الثقفي، فرفع امره إلى معاوية فأمره بطعنه تسع طعنات بمشاقص (3) لأنه طعن عثمان بن عفان، وبادرت الجلاوزة إلى طعنه فمات في الطعنة الأولى، واحتز رأسه الشريف وأرسل إلى طاغية دمشق فامر ان يطاف به في الشام، ويقول المؤرخون انه أول رأس طيف به في الاسلام، ثم أمر به معاوية ان يحمل إلى زوجته السيدة آمنة بنت شريد، وكانت في سجنه، فلم تشعر الا ورأس زوجها قد وضع في حجرها، فذعرت وكادت أن تموت وحملت من السجن إلى معاوية وجرت بينها وبينه محادثات دلت على ضعة معاوية واستهانته بالقيم العربية والاسلامية القاضية بمعاملة المرأة معاملة كريمة ولا تؤخذ باي ذنب يقترفه زوجها أو غيره.