والذي يكاد يكون اعتقادا لنا أن الشهداء بالبهنسا إنما هم شهداء الأقباط الذين قتلوا في عهد الاضطهاد. فلما غلب الإسلام وكان اسم الشهداء غالبا دعوهم بغير سلطان أتاهم.
ولما سمع (تيودور) قائد الروم بما حل بجنده في هذه الواقعة أسقط في يده، واستدعى جميع جند الروم من كافة أرجاء الديار المصرية ليعزز بهم حصن بابليون، وفي هذا الوقت انسحب عمرو من البهنسا مركز قيادته من غير أن يتغلب على مدينة (1) ولكنه تمكن من ضرب الروم في عدة وقائع وأمن الأخطار التي قد تحدق به لو بقي في أم دنين حيث شغل جيشه في مكان أبعد خطرا ريثما يأتي إليه المدد. وسار عمرو في النيل على جناح السرعة ليلحق بالمدد الذي علم بدنوه من عين شمس، حيث التقى بأربعة آلاف مقاتل (2) مددا من عمر بن الخطاب وعليهم الزبير بن العوام.
وقد ابتدأت غزوة الفيوم على ما ذكره (بطلر) في نحو أوائل مايو سنة 640 م، واستغرقت عدة أسابيع كانت نتيجتها في مصلحة