يمكن، وقول الكفار: (أوتسقط السماء كما زعمت علينا كسفا) (١) يحتمل إرادة أكثر المعاني المذكورة، وقوله تعالى: ﴿زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا﴾ (2) أي اعتقدوا، وفي الحديث: (كل زعم في القرآن كذب) (3) ويقال أيضا زعم - بالكسر - يزعم كعلم يعلم أي طمع.
و (الحق) خلاف الباطل، ويستعمل بمعنى الصادق والثابت والمطابق للواقع والموافق له ونحو ذلك، قيل: الخبر أو الإعتقاد إذا كان مطابقا للواقع كان الواقع أيضا مطابقا له، فمن حيث إنه مطابق للواقع - بالكسر - يسمى صادقا، ومن حيث إنه مطابق له - بالفتح - يسمى حقا، وقد يطلق الحق والصدق على نفس المطابقية والمطابقية، وقد يستعمل أحدهما موقع الآخر، وقيل: إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا.
والحق في الأصل مصدر قولك حق الشيء - من باب ضرب وقتل - إذا وجب وثبت، ومنه الحق مصدرا بمعنى الفاعل، أو صفة مشبهة كحقيق، ومنه الحقيقة للكلمة المستعملة فيما وضعت له لثبوتها في مقامها الأصلي، أو هي فعيلة بمعنى مفعولة أي كلمة أو لفظة مثبتة في محلها، لأنه قد يستعمل متعديا أيضا مثل حققت الشيء إذا تيقنته وجعلته ثابتا لازما، وحققته - بالتثقيل - تحقيقا للمبالغة، وحق له أن يفعل له كذا يجوز فيه قراءة حق مجهولا ومعلوما، لما ذكر من جواز استعماله متعديا ولازما.
و (العهد) بفتح العين الوصية، وتقول: عهدت إليه عهدا - من باب علم - إذا وصيته، ومنه الحديث: (تمسكوا بعهد أم عبد) (4) أي ما توصيكم به وتأمركم، والمراد من أم عبد أم عبد الله بن مسعود.