ولسن لسنا - كتعب تعبا -: فصح فهو لسن كخشن، وأفعل التفضيل منه ألسن، ويحتمل أن يقرأ كذلك في الخطبة.
والصفة اسم أو مصدر كالوصف من قولهم: وصفه وصفا وصفة - من باب وعد - نعته بما فيه، والتاء في الصفة بدل من الواو كما في عدة، ويقال: الصفة إنما هي بالحال المنتقلة، والنعت بما كان في خلق أو خلق.
وفي نهج البلاغة: ((ليس لصفته حد محدود، ولا نعت موجود)) أي لعظمته أو لفيوضاته، أو لآثار صفاته التي هي عين ذاته، أو لصفة أفعاله، أو لحقيقته وذاته، وفيه: ((وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه)) أي المعاني الزائدة كما يقوله الأشاعرة ((لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف انه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه)) (1) أي أثبت له قرينا واجب الوجود.
وفي الحديث: ((فمن وصف الله سبحانه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله)) (2).
قال بعض الشارحين: المراد من الوصف هنا أيضا القول بان له صفة زائدة ومعنى زائد، ومن قال بان لله صفة زائدة فقد ميزه بصفة، ومن ميزه فقد قال بالتعدد، ومن قال بالتعدد فقد أبطل أزله.
ومن كلام علي (عليه السلام) في إثبات الصانع: ((ليست له صفة تنال، ولا حد يضرب له الأمثال)) (3) فنفى (عليه السلام) بهذه العبارة أقاويل المشبهة حيث شبهوه بالبلور والسبيكة وغير ذلك مما يكتنفه العرض، والعمق، والطول، والاستواء، وسائر أنحاء العوارض الطارئة الخارجية والذهنية.
ومن أوصافه تعالى انه ليس مختلف الذات بأن يكون مركبا من الأجزاء، ولا مختلف الصفات بأن يكون له صفات زائدة على ذاته، أو مما ثبت له صفات الذات