تعالى لا يوصف بالعجز، ولكن الذي سألتني عنه لا يجوز - أولا يكون - ومن أقدر ممن يلطف الدنيا ويعظم البيضة (١).
ولما كان يحصل من فعل القادر للأمر المقدور عليه صورة وحالة فيه، أطلق القدر - بالتحريك - على تلك الحالة، فيكون اسما كما يكون مصدرا أيضا نظير المقدور - بالفتح فالسكون -، والتقدير جعل قدر وقدر للشيء، وفي الخبر: إن الله تعالى قدر التقادير، ودبر التدابير (٢).
والقدر - بالتحريك - ما قدره الله أيضا، وهو أخو القضاء، وكل منهما من جملة المراتب الستة اللازمة في تكوين كل مكون كما سيذكر، وفي الخبر: سئل عن القدر فقال (عليه السلام): طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه (٣).
وفي مسألة القضاء والقدر أبحاث مفصلة لا تليق بالمقام، مع أن سد باب البحث عنهما بالمرة أولى للخواص والعوام.
قولها (عليها السلام): ((وذرأها بمشيته...)).
الذرء: الخلق من قوله تعالى: ﴿هو الذي ذرأكم﴾ (٤) من باب منع أي خلقكم ويذرأكم أي يخلقكم، وقوله تعالى: ﴿ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس﴾ (5) أي خلقناهم لجهنم أي على أن مصيرهم إلى جهنم بسوء اختيارهم، وهم الذين علم الله أن لا لطف لهم، وفي الخبر: هم ذرء النار (6)، أي خلقوا لها.
والذرية - مثلثة - اسم لنسل الإنسان مطلقا من ذكر وأنثى كالأولاد وأولاد