أول الأسماء وأعمها وأبهمها، يقع على الموجود والمعدوم، وقيل: إنه لا يقع إلا على الموجود، والصحيح الأول وهو مذهب المحققين من المتكلمين، ويؤيده قوله تعالى: ﴿إن الله على كل شئ قدير﴾ (١)، والشيء المحدث بعد الوجود خارج عن المقدورية، فالقدرة عليه في حال عدمه، وعلى هذه المسألة يدور أكثر مسائل التوحيد، إنتهى (٢).
وقوله تعالى: ﴿أولا يذكر الإنسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا﴾ (3) قال الصادق (عليه السلام): أي لا مقدرا ولا مكونا (4)، فإن المقدور هو الممكن وهو أعم من المكون، وقيل: معناه لا مقدرا في اللوح المحفوظ ولا مكونا مخلوقا في الأرض.
ومادة الشيء من المشية ولعله مخفف الشئ، كما يقال: ميت وبين في ميت وبين، وهين ولين في هين ولين، وهو فعيل بمعنى المفعول أي المشاء.
وقولنا: الأشياء جمع شئ ينحل إلى وجهين، أحدهما انه أفعال كما قال الكسائي، كما يقال: قول وأقوال، وهذا مبني على أن الأشياء، شئ مستقل بنفسه، والثاني انه أفعاء كما قال الفراء وأصله أفعلاء، كما يقال: صديق وأصدقاء وبين وأبيناء، ثم خفف بخلاف اللام للثقل، وهذا مبني على أن الشيء مخفف شئ.
وهنا قول ثالث وهو لسيبويه، وهو ان أشياء لفعاء، وأصلها شيئاء على صحراء، فقلبت الهمزة التي هي اللام قلبا مكانيا كراهة اجتماع ألف بين همزتين فجيء به قبل الفاء.
ورجح بعضهم قول سيبويه لئلا يلزم منع الصرف بلا سبب، فإن أشياء غير منصرف على المشهور، ولا وجه له على القولين الأولين، فلإشكال الأمر في