والمضمن من البيت مالا يتم معناه إلا بالذي يليه، كأن معناه جعل في ضمن البيت الآخر، فالصفة بحال المتعلق أي مضمن المعنى في غيره، إلا أن يجعل البيت عبارة عن معناه باعتبار الحكاية.
والقلوب جمع القلب، وهو على ما ذكره الجوهري وغيره هو الفؤاد، قال: وقد يعبر به عن العقل، قال الفراء في قوله تعالى: ﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب﴾ (١) أي عقل (٢).
وفي الخبر: ما قلبك معك أي عقلك، و ﴿ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه﴾ (3) قيل: لأن ذلك لا يعقل أن يكون الجملة الواحدة متصفة بكونها مريدة وكارهة لشئ واحد في حالة واحدة، إذا أراد بأحدهما وكره بالآخر.
وقيل: القلب أخص من الفؤاد، أي الفؤاد يطلق على العقل وعلى شئ آخر هو القلب، وفي الحديث: قلب الإنسان مضغة من جسده (4)، وفيه أيضا: القلب ما فيه إيمان ولا كفر (5)، وفيه: القلب أمير الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه (6).
وفيه: القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان، إذا أدرك الموت صاحبه على نفاقه هلك، وإن أدركه على إيمانه نجى، وقلب منكوس وهو قلب المشرك، وقلب مطبوع وهو قلب المنافق، وقلب أزهر أجرد وهو قلب المؤمن فيه كهيئة السراج، إن أعطاه الله شكر وإن ابتلاه صبر (7).
وعن بعض أهل التحقيق: إن القلب يطلق على معنيين: أحدهما اللحم