رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنظر كيف يصلي من الليل فقام وتوضأ، وصلى ركعتين، قيامه مثل ركوعه، وركوعه مثل سجوده، ثم نام ثم استيقظ، فتوضأ واستن ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار) فلم يزل يفعل هكذا حتى صلى عشر ركعات، ثم قام فصلى سجدة واحدة فأوتر بها ونادى المنادي عند ذلك فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما سكت المؤذن فصلى سجدتين خفيفتين ثم جلس ثم صلى الصبح) (1).
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد، والطبراني - بسند ضعيف - عن صفوان بن المعطل السلمي - رضي الله تعالى عنه - قال: (كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فرمقت صلاته ليلة، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام، فلما كان نصف الليل استيقظ فتلا الآيات العشر آخر سورة آل عمران، ثم تسوك ثم توضأ [ثم قام] فصلى ركعتين فلا أدري أقيامه أم ركوعه أم سجوده، أطول؟ ثم انصرف فنام ثم استيقظ فتلا الآيات، ثم تسوك، ثم توضأ، ثم قام فصلى ركعتين لا أدري أقيامه أم ركوعه أم سجوده أطول؟ ففعل ذلك ثم لم يزل يفعل كما فعل أول مرة، حتى صلى إحدى عشرة ركعة) (2).
وروى الشيخان، والإمام مالك، والبرقاني، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، كانت تلك صلاته، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة (3).
وروى مسلم عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين - وهي خالته - وقال: (فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله في طولها فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتصف الليل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى، قال ابن عباس:
فقمت فصنعت مثل ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذهبت فقمت إلى جنبه) وفي لفظ (فقمت عن يساره، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع ثم