(الدائم) قلت: فأي حين كان يقوم من الليل؟ قالت: (كان يقوم إذا سمع الصارخ) (1) الصارخ الديك.
وروى البخاري عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: (بت عند خالتي ميمونة، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء ثم جاء فصلى أربع ركعات، ثم نام ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه أو قال:
خطيطه ثم خرج إلى الصلاة) (2).
وروى أبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت لما سئلت عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوف الليل: ما صلى العشاء في جماعة ثم يرجع إلى أهله، إلا صلى أربع ركعات أو ست، ولقد مطرنا مرة بالليل فطرحنا نطعا فكأني أنظر إلى ثقب فيه ينبع منه الماء وما رأيته متفيئا الأرض بشئ من ثيابه قط) (3).
وروى الإمام أحمد، والشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، عن الأسود - رحمه الله تعالى - قال: (سألت عائشة - رضي الله عنها - عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل قالت:
كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل والا توضأ وخرج) (4).
وروى الإمام أحمد، والثلاثة، وأبو الحسن الضحاك، عن يعلى بن مملك رحمه الله تعالى أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلاته فقالت: (ما لكم ولصلاته وقراءته، كان يصلي العتمة ثم يسبح، ثم يصلي بعدها ما شاء الله من الليل ثم يرقد) وفي لفظ (كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصبح ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا) (5).
وروى ابن ماجة عن أم هانئ رضي الله تعالى عنها - قالت: (كنت أسمع قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل وأنا على عريشي) (6).
وروى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كانت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -