الباب الثالث في استسقائه - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة، وبغير صلاة روى ابن إسحاق، والإمام أحمد، والشيخان، عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال:
(أصاب الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة: قام أعرابي).
وفي لفظ: (أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة، من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما قال: يا رسول الله:
(هلكت الأموال) وفي لفظ: هلك المال. وفي لفظ: الماشية (هلك العيال، هلك الناس)، وفي لفظ: (وجاع العيال) وفي لفظ: (هلك الكراع، وهلك النساء) وفي رواية: (فقام الناس، فقالوا يا رسول الله قحط المطر واحمر الشجر، وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا) وفي لفظ: (أن يغيثنا، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم يديه) وفي لفظ: (فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه، فقال: (اللهم اسقنا) وفي لفظ: (أغثنا) مرتين وفي لفظ: (ثلاثا) قال أنس: (وأيم الله) وفي لفظ: (لا والله ما نرى في السماء قزعة ولا سحابا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، فوالذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب، أمثال الجبال) وفي رواية: ((فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت)، وفي لفظ (فألف الله بين السحاب ومكثنا حتى رأيت الرجل الشديد تهمه أن يأتي أهله ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتا) وفي لفظ (ما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى). ثم دخل رجل، وعند ابن إسحاق:
قام ذلك الرجل أو غيره من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه، ثم قال: (اللهم حوالينا، ولا علينا، اللهم على الآكام، والظراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر)، فتقشعت عن المدينة، فجعلت تمطر حواليها، وما تمطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة، وإنها لفي مثل الإكليل، ورأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى) وفي لفظ (فما يشير بيده إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي وادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث عن الجود، وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري) (1).