على من نابذه ونازعه الامر، وكم له صلى الله عليه وآله من الحجج الدالة والبراهين الظاهرة أذكر ما يتفق منها عند ذكر ترجمته، فأما هنا فقصدي مصروف إلى إيراد ما جاء في الآل والأهل والعترة على سبيل الاجمال وقال في ذلك الكميت:
شعر ويوم الدوح يوم غدير خم أبان له الولاية لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها فلم أر مثلها خطرا أضيعا فلم أبلغ بهم لعنا ولكن أساء بذاك أولهم صنيعا فصار لذاك أقربهم لعدل إلى جور وأحفظهم مضيعا أضاعوا أمر قايدهم فضلوا وأقومهم لدى الحدثان ريعا تناسوا حقه وبغوا عليه بلا ترة وكان لهم قريعا فقل لبني أمية حيث حلوا وإن خفت المهند والقطيعا أجاع الله من أشبعتموه وأشبع من بجودكم أجيعا بمرضى السياسة هاشمي يكون حيا لامته ربيعا وليثا في المشاهد غير نكس لتقويم البرية مستطيعا يقوم أمرها ويذب عنها ويترك جدبها أبدا مريعا وقال صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زخ في النار.
وروى أن علي بن الحسين عليه السلام قال ذات يوم: معاشر الناس ان كل صمت ليس فيه فكر فهو عي. وكل كلام ليس فيه ذكر الله فهو هباء - الهباء الذي تراه منبثا في ضوء الشمس إذا دخل في البيت، ودقاق التراب أيضا هباء يقال له: إذا ارتفع، هبا يهبو هبوا - ألا ان الله ذكر أقواما بآبائهم فحفظ الأبناء بالآباء، قال الله تعالى: (وكان أبوهما صالحا) ولقد خبرني أبى عن آبائه عليهم السلام كان العاشر من ولده، ونحن عترة رسول الله صلى الله عليه وآله