عاما لأمكن عائشة وأم سلمة أن تقولا نحن من أهله، ولما قالتا ذلك لم يرد عليهما ولكان لا يرد أبا بكر لما توجه ببراءة ولما رجع، وقال له: لا يبلغها إلا أنا أو رجل منى أو من أهلي، أمكنه أن يقول: أنا منك أو من أهلك فظهر بهذه الأمور أن لآل علي عليه السلام خصوصية ليست لغيرهم وهذا بين واضح.
وحدث زيد بن أرقم قال: أقبل نبي الله من حجة الوداع حتى إذا نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، قام بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ونادى الصلاة جامعة قال: فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم شديد الحر وان منا من يضع بعض ردائه تحت قدميه من شدة الرمضاء حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فصلى بنا ثم انصرف فقال: الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى وأشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد أيها الناس إنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر الذي كان قبله، فان عيسى لبث في قومه أربعين سنة الأواني قد أشرفت في العشرين ألا وأني أوشك أن أفارقكم وأني مسؤول وانكم مسؤولون، هل بلغت فيما أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله وانك قد بلغت رسالاته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله خير ما جازى نبيا عن أمته، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وان الجنة حق والنار حق، والبعث بعد الموت حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى، قال: فإني أشهد ان قد صدقتم ثم صدقتم، ألا وأني فرطكم على الحوض وأنتم معي توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ قال:
فعيل علينا فلم ندر ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين فقال: بأبي أنت