على علي عليهما السلام فأجلسها إلى جنبه على الحصير القطري، ثم قال: يا علي هذه بنتي فمن أكرمها فقد أكرمني ومن أهانها فقد أهانني ثم قال: اللهم بارك لهما وعليهما واجعل منهما ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، ثم وثب فتعلقت به وبكت، فقال لها: ما يبكيك؟ فلقد زوجتك أعظمهم حلما وأكثرهم علما.
وعن ابن عباس وقد كتبته قبل هذا ولكن اختلفت الروايات فحسن عندي إثباته وكتب الحديث لا تعرى من التكرار لاختلاف الطرق والروايات وكلما كثرت رواتها وتشعبت طرقها كان أدل على صحتها، وتوفر الدواعي على قبولها قال: كانت فاطمة بنت رسول الله (ص) تذكر فلا يذكرها أحد لرسول الله (ص) إلا أعرض عنه، فقال سعد بن معاذ الأنصاري لعلي بن أبي طالب (ع): إني والله ما أرى النبي (ص) يريد بها غيرك، فقال علي:
أترى ذلك وما أنا بواحد من الرجلين ما أنا بذي دنيا يلتمس ما عندي لقد علم (ص) انه ما لي حمراء ولا بيضاء، فقال سعد: لتفرجنها عنى أعزم عليك لتفعلن قال: فقال له علي: فأقول ما ذا؟ قال: تقول له: جئتك خاطبا إلى الله تعالى وإلى رسوله فاطمة بنت محمد، فان لي في ذلك فرحا فانطلق علي حتى تعرض لرسول الله (ص)، فقال له رسول الله (ص): كأن لك حاجة؟
فقال: أجل، فقال: هات، قال: جئتك خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد، فقال رسول الله (ص): مرحبا وحبا ولم يزده على ذلك ثم تفرقا فلقى عليا سعد بن معاذ فقال له سعد: ما صنعت؟ قال: قد فعلت الذي كلفتني فما زاد على أن رحب بي، فقال له سعد: ما أرفعه وأبركه لقد أنكحك والذي بعثه بالحق، ان النبي (ص) لا يخلف ولا يكذب، أعزم عليك لتلقينه غدا، ولتقولن له: يا رسول الله متى تبين لي؟ فقال له: هذه أشد على من الأولى أو لا أقول حاجتي؟ فقال له: لا، فانطلق حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وآله