كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٩٦
يجالد بين يديه باذلا نفسه دونه، خائضا غمار الحرب في نصره صابرا على منازلة الاقران ومصاولة الشجعان، ومقارعة صناديد العرب ومصارعة فرسان الجاهلية بعزم لا ينثني وهمة لا تنى وبأس يذل مردة الطغيان ونجدة تقيد شياطين الكفر في أشطان الذل والهوان، فقال جبرئيل: والله يا محمد ما هذه المواساة؟ فقال: هو منى وأنا منه، فقال: وأنا منكما. فانظر إلى هذه الحال التي خص بها الإمام عليه السلام ما أجلها، والمنزلة التي طلب جبرئيل عليه السلام أن ينالها ويتفيأ ظلها، والحديث ذو شجون - أي يدخل بعضه في بعض -.
ومن كتاب المناقب عن عايشة قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وآله التزم عليا وقبله ويقول: بأبي الوحيد الشهيد.
ومن المناقب أيضا عن علي بن أبي طالب قال: كنت أمشى مع النبي صلى الله عليه وآله في بعض طرق المدينة، فأتينا على حديقة وهي الروضة ذات الشجر، فقلت: يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة! فقال: ما أحسنها ولك في الجنة أحسن منها، ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة فقال: لك في الجنة أحسن منها حتى أتينا على سبع حدائق أقول:
يا رسول الله ما أحسنها؟ فيقول صلى الله عليه وآله: لك في الجنة أحسن منها، فلما خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكيا فقلت: يا رسول ما يبكيك؟ قال: ضغاين في صدور أقوام لا يبدونها إلا بعدي، فقلت: في سلامة من ديني؟ قال:
في سلامة من دينك. الجهش: أن يفزع الانسان إلى غيره وهو مع ذلك يريد البكاء كالصبي يفزع إلى أمه وقد تهيأ للبكاء، يقال: جهش إليه يجهش.
والضغائن: الأحقاد.
ومنه عن أسامة بن زيد عن أبيه قال: اجتمع علي وجعفر وزيد بن حارثة فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال علي: أنا أحبكم
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357