ألفي فارس، والمنذر بن حسان الضبي في ثلاثة آلاف فارس، وجرير بن عبد الله في أربعة آلاف فارس، قال: وصار المسلمون بجلولاء في أربعة وعشرين ألفا ويزيدون.
قال: وتحرشت الفرس بالمسلمين وطلبوا الحرب، وكتب سعد بن أبي وقاص إلى ابن أخيه هاشم بن عتبة فجعله أمير المسلمين وأمر أصحابه بمحاربة الفرس.
قال: فعندها وثب هاشم بن عتبة فعبى أصحابه (1)، فكان على ميمنته جرير بن عبد الله البجلي، وعلى ميسرته حجر بن عدي الكندي، وعلى الجناح المكشوح المرادي، وجعل عمرو بن معد يكرب على أعنة الخيل، وطلحة بن خويلد الأسدي على الرجالة.
قال: وعبت الفرس جيوشها، فكان على ميمنتهم رجل من قواد الأعاجم يقال له خر زاذ بن وهرز (2)، وعلى ميسرتهم فيروز بن خسرو، وفي القلب الهرمزان بن أنو شروان صاحب بلاد الأهواز.
قال: ودنا القوم بعضهم من بعض، فاقتتلوا قتالا شديدا لم يقتتلوا في موطن بمثله من مواطنهم التي سلفت، وذلك أنهم رموا بالسهام حتى أنفدوها، وتطاعنوا بالرماح حتى قصفوها، ثم صاروا إلى السيوف والعمد (3) فاقتتلوا بها من وقت الضحى إلى أن زالت الشمس وحضر وقت الصلاة فلم تكن الصلاة في ذلك اليوم إلا بالتكبير والايماء نحو القبلة.
قال: ونظر هاشم بن عتبة بن أبي وقاص إلى رجل من المسلمين يقال له سعد بن عبيد الأنصاري وقد فصل من الصف فقال له: ما وقوفك يا سعد؟ فقال:
أيها الأمير! وقوفي والله إني أفكر في فعلة فعلتها يوم الجسر يوم قتل أبو عبيد بن مسعود الثقفي أنا نادم عليها وذلك أني فررت يومئذ من الزحف وقد عزمت اليوم أن أجعل توبتي من فراري، أن أشتري لله نفسي فلعله تبارك وتعالى أن يتجاوز عني ما