بعض بطارقته: نعم أيها الملك وإنهم لرهبان بالليل صوام بالنهار، لو سرق بينهم ملكهم شيئا لقطعوه، ولو زنى أحد منهم لرجموه، قال القنفلان: إنه قد بلغني عنهم ذلك، ووالله إن بطن الأرض خير لي من ظهرها لأني قد علمت أنه ليس لي بهم طاقة، ولا لي في قتالهم خيرة، ولولا أني أخاف غضب الملك الأكبر إذا لسألتهم الصلح فلعلي أنجو منهم وأدخل في دينهم (1).
قال: فبينا المسلمون على باب دمشق وقد طمعوا في فتحها عنوة لشدة حصارهم إياهم إذ بلغهم أن أبا بكر الصديق عليل، فاغتموا لذلك غما شديدا وكتموا ذلك على أهل دمشق.