إذا قايسوه الجد أربى عليهم * بمستفرع ماض الذباب سجيل (1) فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي يتبسم ثم دخل فكساها أسامة بن زيد * وقال الإمام أحمد: حدثه [حسين بن] علي، عن زائدة عن عبد الملك بن عمير [قال: حدثني] ربعي بن خراش عن أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه، قالت: فحسبت ذلك من وجع، فقلت: يا رسول الله أراك ساهم الوجه، أفمن وجع؟ فقال: لا، ولكن الدنانير السبعة التي أتينا بها [أمس أمسينا] ولم ننفقها نسيتها في خضم الفراش (2) ". تفرد به أحمد * وقال الإمام أحمد : ثنا أبو سلمة، [قال: أنا بكر] (3) بن مضر، ثنا موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير يوما على عائشة فقالت: لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في مرض مرضه؟ قالت: وكان له عندي ستة دنانير، قال موسى أو سبعة، قالت: فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها، قالت: فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله عز وجل، قالت: ثم سألني عنها فقال: ما فعلت الستة؟ قال: أو السبعة، قلت: لا والله لقد شغلني عنها وجعك، قالت:
فدعا بها ثم صفها في كفه، فقال: ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده. تفرد به أحمد * وقال قتيبة: ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد (4) * وهذا الحديث في الصحيحين، والمراد أنه كان لا يدخر شيئا لغد مما يسرع إليه الفساد كالأطعمة ونحوها لما ثبت في الصحيحين عن عمر أنه قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب فكان يعزل نفقة أهله سنة ثم يجعل ما بقي في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله عز وجل * ومما يؤيد ما ذكرناه ما رواه الإمام أحمد: حدثنا مروان بن معاوية، [قال: أخبرني] هلال بن سويد أبو معلى [قال]: سمعت أنس بن مالك وهو يقول أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر فأطعم خادمه طائرا فلما كان من الغد أتته به، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد، فإن الله [عز وجل] يأتي برزق كل غد (5).
حديث بلال في ذلك قال البيهقي: ثنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو محمد بن جعفر بن نصير، ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، ثنا بكار بن محمد، أنا عبد الله بن عون، عن ابن سيرين عن أبي هريرة: أن