أبو العلاء، سمعت أبا صالح وهو مولى ضباعة المؤذن واسمه مينا - قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من رأس السبعين، وإمارة الصبيان، وقال: لا تذهب الدنيا حتى يظهر اللكع ابن لكع، وقال الأسود: يعني اللئيم ابن اللئيم (1) * وقد روى الترمذي من حديث أبي كامل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين سنة، ثم قال: حسن غريب * وقد روى الإمام أحمد عن عفان وعبد الصمد، عن حماد بن سلمة عن علي بن يزيد: حدثني من سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لينعقن (2) وقال عبد الصمد في روايته ليزعقن جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا، زاد عبد الصمد حتى يسيل رعافه، قال: فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص: يرعف على منبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى سال رعافه، قلت: علي بن يزيد بن جدعان في روايته غرابة ونكارة وفيه تشيع، وعمرو بن سعيد هذا، يقال له: الأشدق، كان من سادات المسلمين وأشرافهم، [في الدنيا لا في الدين]. وروى عن جماعة من الصحابة، منهم في صحيح مسلم عن عثمان في فصل الطهور، وكان نائبا على المدينة لمعاوية ولابنه يزيد بعده، ثم استفحل أمره حتى كان يصاول عبد الملك بن مروان، ثم خدعه عبد الملك حتى ظفر به فقتله في سنة تسع وستين، أو سنة سبعين، فالله أعلم * وقد روى عنه من المكارم أشياء كثيرة من أحسنها أنه لما حضرته الوفاة قال لبنيه، وكانوا ثلاثة، عمرو هذا، وأمية، وموسى، فقال لهم: من يتحمل ما علي؟ فبدر ابنه عمرو هذا وقال: أنا يا أبة، وما عليك؟ قال: ثلاثون ألف دينار، قال: نعم، قال وأخواتك لا تزوجهن إلا بالأكفاء ولو أكلن خبز الشعير، قال: نعم، قال: وأصحابي من بعدي، إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي، قال: نعم، قال: أما لئن، قلت ذلك، فلقد كنت أعرفه من حماليق وجهك وأنت في مهدك * وقد ذكر البيهقي من طريق عبد الله بن صالح - كاتب الليث - عن حرملة بن عمران [عن أبيه] (3) عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمعه يحدث عن محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب حتى إذا بلغا صفين، وقف كعب الأحبار فذكر كلامه فيما يقع هناك من سفك دماء المسلمين، وأنه يجد ذلك في التوراة، وذكر عن قيس بن خرشة أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يقول الحق، وقال: يا قيس بن خرشة عسى إن عذبك الدهر حتى يكبك (4) بعدي من لا تستطيع أن تقول بالحق معهم، فقال: والله لا أبايعك على شئ إلا وفيت لك به، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لا يضرك بشر، فبلغ قيس إلى
(٢٦٣)